طريقة تمثيل الأدوار :
تقمص الأدوار مدخل حيوي لتدريس اللغة , ويمكن إن يتم بتحويل الفصل على مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً , ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور , سواء اتخذ التمثيل مواقف اجتماعية يتحرك من خلاها التلاميذ , أو مواقف تاريخية لشخصيات لها أبعادها الحضارية أو السياسية أو العسكرية أو الدينية . فمن خلال هذه المواقف المسرحية يمارس التلميذ اللغة في جو يقترب به من مواقف الحياة العادية التي يعيشها ويمارس اللغة من خلالها فتؤدي وظائفها في الفهم والإفهام .
ومن خلال هذه المواقف المسرحية يمارس أنماطا لغوية ولكمات وجملا وأساليب مما يسمعه أو يتحدث هو أو غيرة به داخل المجتمع . ومن خلال هذه المباريات اللغوية تزداد ثروة التلميذ اللغوية في شكل كلمات جديدة يستخدمها أو معان جديدة تكتسبها الألفاظ بجوار المعاني التي سبق له أن عرفها . كما أن أفكار التلاميذ تنمو وخبراتهم تزداد وأحاسيسهم تصقل . كل هذه الجوانب تسير للتلميذ أن يمارس اللغة بنجاح في مواقفها الطبيعية العملية داخل المجتمع.
ولا تقتصر هذه الطريقة على التمثيل وتقمص الدوار المختلفة , بل تتعدى ذلك إلى اللعب اللغوي , فاللعب إعداد للحياة المكتملة. فهو يعلم قواعد السلوك , ويعلم استخدام اللغة استخداماً حقيقياً فيه المكتملة . فهو يعلم قواعد السلوك , ويعلم استخدام اللغة استخداماً حقيقيا فيه التنغيم وتلوين الصوت بأنواع الانفعالات , وتقليد أنماط لغوية صادرة عن أشخاص لهم أدوارهم الاجتماعية والمهنية . وقد يكون اللعب فردياً أو جمعياً . وقد صنعت عدة ألعاب لغوية تتفق وعمر التلميذ , لها قوعداها وأصولها وأهدافها . ومن ابرز هذه الألعاب التليفون والبطاقات , وصندوق الكلمات , وتكوين الجمل . وهي وتنمى مهارات التلميذ في الفنون اللغوية الأربعة : الاستماع , والحديث , والقراءة والكتابة – في جو طبيعي تقريباً يدفع التلاميذ إلى ممارسة اللغة عبر هذه المناشط .
تحتاج هذه الطريقة إلى الحركة والنشاط والعمل في الهواء الطلق , وهي لا تتقيد بحجر دراسية. فالدروس يمكن أن تعطى بطريقة تمثيلية في حديقة المدرسية أو فيها يكون التعليم شائقاً , ويكون الأطفال سعداء حينما يقومون بتمثيل أدوارهم في دروسهم . وحينما يكونون سعداء يبذلون كل جهدهم في عملهم . وبها يكون التعليم عملياً . ويكون التلاميذ عمليين , ويشعرون بالسرور والغبطة حينما يكلفون تمثيل رواية , فتراهم يعملون بشوق ورغبة , ويبذلون ما في طاقتهم , وما وجدوا تشجيعاً من أساتذتهم وإخوانهم .
بالطريقة التمثيلية يتعلم التلاميذ البحث عن الرواية في مراجع مختلفة , بمساعدة المدرس وإرشاده , ثم كتابها , وإعدادها , كما يتعلمون الإلقاء والتمثيل والرجوع إلى التاريخ في الملابس والعادات والآراء والأفكار . ويقبلون النقد , ويعتادون الاعتماد على النفس إذا كلفوا قراءة قطعة تمثيلية , وإعدادها يلائمها من أزياء وأثاث . وبالطريقة التمثيلية تحيا الدروس من موتها , وتبدو فرصة كبيرة للإقدام والخطابة , والبحث والكتابة , والاعتماد على النفس , وتحميل المسئولية .
إن الأساس في التمثيل الرجوع إلى الكتب الأدبية والاجتماعية لاختيار روايات أدبية , خلقية اجتماعية , تلائم البيئة والمجتمع ؛ لهذا يجب أن تكون مكتبة المدرسة غنية بما يحتاج إلية التلاميذ من كتب تناسب مستواهم العقلي والعلمي , ومن مراجع يسهل عليهم الرجوع غليها , بحيث يشجعون على القراءة والاستعارة , وكتابة الروايات وتمثيلها .
وعلى المدرس أن يرشد التلاميذ إلى اختيار الكتب , والموضوعات التي تصلح للتمثيل . وسيجد من المتعلمين والمتعلمات كثيرً من الرغبة وحب العمل . إذا وجدوا تشجيعاً .
وإن الواجب الأول على المدرس لأن يوقظ في المتعلم الرغبة في التعلم , ويبث في نفسه حب العلم . وإذا وجدت هذه الرغبة , وهذا الحب , كان العمل مثمراً , وكانت الدراسة منتجة .فيجدون دراسة اللغة عرضاً , وتتسع معلوماتهم اللغوية وتكثر أفكارهم في أثناء بحثهم , ويعرفون كثيراً عن الأزياء القديمة , والعادات والتقاليد , والحرف والصناعات ؛ فتزداد تجاربهم من حيث لا يشعرون , ويفكرون فيما يفعلون ,ى ويرقى أسلوبهم الخطابي والكتابي باستعمال عبارات غيرهم في تمثيلهم ؛ حتى يصير هذا الأسلوب أسلوباً لهم . وهم الذين يقومون بإعداد ملابس التمثيل ويتغلبون على ما يعترضهم من الصعاب , فإذا غاب أحدهم وجدت في الحال من يتقدم ليقوم بالواجب بدلاً من أخيه . ولا تسل عن مقدار سرورهم حينما يشعرون بالنجاح في عملهم . وإذا بدءوا تمثيل الرواية وجدت أعيناً ناظرة , وآذاناً مصغية , وعقولاً يقظة منتهية , ونفوساً مستبشرة .
إنهم كلفت الطلبة مساعدة إخوانهم في إعداد مناظر خاصة بالرواية , أظهروا حبهم للتعاون , وأعدوهم ما كلفوا القيام به بعد البحث عنة , وشعروا بالمسئولية , واعتادوا الثقة بأنفسهم , والتعاون مع غيرهم , والانتفاع بمواهبهم . وكثيراً ما يتسابق الطلبة في البحث في التراجم والكتب التاريخية والاجتماعية عما يريدون من الحقائق التاريخية والاجتماعية والخلقية , عن حياة البطال ,وعظماء الرجال .
فبالطريقة التمثيلية لا يفر التلاميذ من الكتب الجافة ؛ بل يبحثون عنها ؛ للوصول على حقيقة من الحقائق , أو حكم الأحكام ز وليس لديهم كتاب واحد للرجوع إلية , ولكن لديهم كثيراً من الكتب ؛ فهم يقرءون الكتب التي تتصل بموضوعهم ويختارون منها ما شاءوا , ويجمعون ما يريدون من المذكرات , ويقومون بترتيب المادة بعد اختيارها , ويختارون ممثلين من بينهم , ويختار لكل جزء من الرواية من يحسن تمثيل ذلك
المصدر
http://www.abegs.org/Aportal/Article/showDetails?id=5535