الموضوع الثالث
التعـــــبد الحـقـيـقــي
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( البقرة 177 )
المـفـــــــردات
البر : التوسع في عبادة الله تعالي والتقرب إليه.
الكتاب : الكتب المنزلة علي الرسل .
آتي المال علي حبه : أي : أنفق المال في وجوه الخير ، مع حبه للمال .
اليتامي : اليتيم : من مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال .
المساكين : المحتاجين الذين لا يسألون الناس .
وأبن السبيل :السبيل هو الطريق ، والمراد الغريب المحتاج .
في الرقاب : في تحرير العبيد من الرق .
وآتي الزكاة : أعطي الزكاة المفروضة .
البأساء : ما يصيب الإنسان في غير نفسه من فقر وشدائد .
الضراء : ما يصيبه في نفسه من مرض ونحوه .
البأس : شدة القتال .
المتقون : أتقي هو : من يقي نفسه غضب الله بحسن طاعته له عز وجل .
سبب نزول الآية : -
حينما أمر الله رسوله والمؤمنين أن يحولوا قبلتهم من بيت المقدس إلي الكعب تغيظ اليهود وطعنوا في توجه المسلمين للكعبة ، واضطر المسلمون للرد عليهم ، حتي كثر الأخذ والرد بين الفريقين فأنزل الله هذه الآية الجامعة لترشدهم إلي أن الإيمان والتقرب إلي الله ليس في مجرد التوجه إلي هذه القبلة أو تلك .
الشرح
( التعبد الحقيقي لليس في مجرد التوجه إلي هذه القبلة أو تلك ) فبم يكون التعبد الحقيقي كما تفهم من الآية ؟
التعبد الحقيقي يكون بفعل الأمور الآتية :-
أولاً : بالإيمان بالله يقتضي : -
1) الإيمان بالله وبصفاته إيماناً يخشع به القلب والحس.
2) الإيمان باليوم الآخر، وما فيه من بعث وحساب وجزاء، إيماناً يحمل الإنسان علي حُسن الاستعداد له .
3 ) الإيمان بالملائكة إجمالاً وتفصيلاً، وأنهم عباد الله المكرمُون الذين ( لا يعصون الله مَا أمَرَهم وَيفعلون ما يؤمرون .
4 ) الإيمان بالكتب المنزلََة علي رسله .
5 ) الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين الذين ذكرهم القرآن تفصيلاً ، أو أشار إليهم دون تفرقة بين رسُول ورسُول .
ثانياً : بالتصديق وإخراج الزكاة : ويقتضي هذا : أن يسارع المؤمن بإخراج الزكاة
والتصدق بأحب مَاله علي المحتاجين وهو : -
1) ذوي القربي : أي الأقرباء .( 2) اليتامي : الذين فقدوا آبائهم ولم يبلغوا مبلغ الرجال .
2) المسَاكين : الذين يتعففون عن سؤال الناس . (4) ابن السبيل : وهو الغريب المحتاج .
5) السَّائلين : وهم مَن تدفعهم الحاجة إلي السؤال .
6) الرقاب : وهو العبيد الأرقاء ،لِِِِِتَحرروا مِن الرّق .
ثالثا : بالمحافظة علي أداء الصلاة : إذ لا تقتصر الطاعة علي العقيدة وبذل المال فقط ، ولكن بإقامة الصلاة.
رابعاً : الوفاء بالعهد : لأنه من لوازم التّعبد الحقيقي .
خامساً : الصب عند الشدائد : وذالك عند نزول المصائب وتشتداد القتـال ، وفي كل المواطن التي تحتاج إلي الصبر .
بمّ يُوصف من جمع بين كل هذه المأثورات ؟ وما جزاؤهم عند ربهم ؟
الذين يجمعون بين هذا كله من عقيدة وعبادة وعمل : هم الصّادقون في إيمانهم وأعمالهم، لقوله تعالي : ( أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ).
جزاؤهم : كما قال الله تعالي : ( لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
ما يستفاد من الآية :-
1- أن الطاعة الخاصة لله ليست دعاوي يدّعيها الإنسان ، ولا مجرد حركات يقوم بها، ولكنه جماع العقيدة السليمة والعبادة المخلصة والعمل الصالح الذي ينفع الناس .
2- أن من الخير للناس ألا يشغلوا أنفسهم بالمظاهر أو يجعلوها كل شئ في طاعتهم لله ، وعليهم أن يهتموا باللباب والأهداف ، فأن الله لا ينظر إلي صورهم ولكن ينظر إلي قلوبهم وأعمالهم .
المناقشـــــــــــة
س1 : ما التعبد الحقيقي كما نفهم من الآية ؟
س2 : ما حكم اهتمام الناس بالمظاهر؟ إلي أي شئ يدعو الإسلام ؟
***********
التعـــــبد الحـقـيـقــي
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( البقرة 177 )
المـفـــــــردات
البر : التوسع في عبادة الله تعالي والتقرب إليه.
الكتاب : الكتب المنزلة علي الرسل .
آتي المال علي حبه : أي : أنفق المال في وجوه الخير ، مع حبه للمال .
اليتامي : اليتيم : من مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال .
المساكين : المحتاجين الذين لا يسألون الناس .
وأبن السبيل :السبيل هو الطريق ، والمراد الغريب المحتاج .
في الرقاب : في تحرير العبيد من الرق .
وآتي الزكاة : أعطي الزكاة المفروضة .
البأساء : ما يصيب الإنسان في غير نفسه من فقر وشدائد .
الضراء : ما يصيبه في نفسه من مرض ونحوه .
البأس : شدة القتال .
المتقون : أتقي هو : من يقي نفسه غضب الله بحسن طاعته له عز وجل .
سبب نزول الآية : -
حينما أمر الله رسوله والمؤمنين أن يحولوا قبلتهم من بيت المقدس إلي الكعب تغيظ اليهود وطعنوا في توجه المسلمين للكعبة ، واضطر المسلمون للرد عليهم ، حتي كثر الأخذ والرد بين الفريقين فأنزل الله هذه الآية الجامعة لترشدهم إلي أن الإيمان والتقرب إلي الله ليس في مجرد التوجه إلي هذه القبلة أو تلك .
الشرح
( التعبد الحقيقي لليس في مجرد التوجه إلي هذه القبلة أو تلك ) فبم يكون التعبد الحقيقي كما تفهم من الآية ؟
التعبد الحقيقي يكون بفعل الأمور الآتية :-
أولاً : بالإيمان بالله يقتضي : -
1) الإيمان بالله وبصفاته إيماناً يخشع به القلب والحس.
2) الإيمان باليوم الآخر، وما فيه من بعث وحساب وجزاء، إيماناً يحمل الإنسان علي حُسن الاستعداد له .
3 ) الإيمان بالملائكة إجمالاً وتفصيلاً، وأنهم عباد الله المكرمُون الذين ( لا يعصون الله مَا أمَرَهم وَيفعلون ما يؤمرون .
4 ) الإيمان بالكتب المنزلََة علي رسله .
5 ) الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين الذين ذكرهم القرآن تفصيلاً ، أو أشار إليهم دون تفرقة بين رسُول ورسُول .
ثانياً : بالتصديق وإخراج الزكاة : ويقتضي هذا : أن يسارع المؤمن بإخراج الزكاة
والتصدق بأحب مَاله علي المحتاجين وهو : -
1) ذوي القربي : أي الأقرباء .( 2) اليتامي : الذين فقدوا آبائهم ولم يبلغوا مبلغ الرجال .
2) المسَاكين : الذين يتعففون عن سؤال الناس . (4) ابن السبيل : وهو الغريب المحتاج .
5) السَّائلين : وهم مَن تدفعهم الحاجة إلي السؤال .
6) الرقاب : وهو العبيد الأرقاء ،لِِِِِتَحرروا مِن الرّق .
ثالثا : بالمحافظة علي أداء الصلاة : إذ لا تقتصر الطاعة علي العقيدة وبذل المال فقط ، ولكن بإقامة الصلاة.
رابعاً : الوفاء بالعهد : لأنه من لوازم التّعبد الحقيقي .
خامساً : الصب عند الشدائد : وذالك عند نزول المصائب وتشتداد القتـال ، وفي كل المواطن التي تحتاج إلي الصبر .
بمّ يُوصف من جمع بين كل هذه المأثورات ؟ وما جزاؤهم عند ربهم ؟
الذين يجمعون بين هذا كله من عقيدة وعبادة وعمل : هم الصّادقون في إيمانهم وأعمالهم، لقوله تعالي : ( أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ).
جزاؤهم : كما قال الله تعالي : ( لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
ما يستفاد من الآية :-
1- أن الطاعة الخاصة لله ليست دعاوي يدّعيها الإنسان ، ولا مجرد حركات يقوم بها، ولكنه جماع العقيدة السليمة والعبادة المخلصة والعمل الصالح الذي ينفع الناس .
2- أن من الخير للناس ألا يشغلوا أنفسهم بالمظاهر أو يجعلوها كل شئ في طاعتهم لله ، وعليهم أن يهتموا باللباب والأهداف ، فأن الله لا ينظر إلي صورهم ولكن ينظر إلي قلوبهم وأعمالهم .
المناقشـــــــــــة
س1 : ما التعبد الحقيقي كما نفهم من الآية ؟
س2 : ما حكم اهتمام الناس بالمظاهر؟ إلي أي شئ يدعو الإسلام ؟
***********