الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم :-
قال الله عز وجل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]
مقدمة تاريخية:
لاحظ الناس منذ القديم أن الأرض ساكنة تحت أقدامهم فظنوا بأن الأرض هي مركز الكون وأنها لا تتحرك، بينما دأبت الأجرام في السماوات التي ترصعها النجوم على الدوران من حولها، وقد قال بذلك العالم "بطليموس" وأيده كثيرون.
كما لاحظ بعض العلماء حركة الأرض حول الشمس فقال "أريستاركوس" (310-330 ق.م.) أن النجوم ثابتة وأن ما نراه من حركتها هو مجرد حركات ظاهرية ناجمة عن دوران الأرض ومركزية الشمس، ولكنه لم يؤيده في فكرته أحد، بل عارضوه.
كما قال الفيلسوف اليوناني "فيتاغورس" بدوران الأرض لكنه لم يتمكن أيضاً من إثبات نظريته، إلى أن جاء العالم الفلكي الإيطالي "غاليليو" في أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر والذي صنع منظاراً فلكياً ليشاهد به حركة الأرض، ثم جاء الفلكي "كبلر" في القرن السابع عشر الميلادي وقدّم الأدلة العلمية على دوران الأرض وسائر الأجرام السماوية
حقائق علمية:
- للأرض حركتان: واحدة حول نفسها (محورها الوهمي) وأخرى حول الشمس.
- تدور الأرض حول نفسها في مدة: 23 ساعة و56 دقيقة و4.096 ثانية، في حركة من الغرب إلى الشرق.
- تبلغ سرعة دوران الأرض في المنطقة الاستوائية 1670 كم في الساعة أي حوالي 465 متراً في الثانية، ثم تتباطأ مع خطوط العرض العليا حيث تصل إلى 312 متراً في الثانية عند درجة العرض 50، وتنعدم السرعة تماماً في القطبين.
- ينتج عن حركة الأرض المحورية (أي دورانها حول نفسها) ثلاثة ظواهر فلكية:
1- حودث الليل والنهار وتعاقبهما.
2- اختلاف التوقيت على سطح الأرض حسب شروق الشمس وغروبها.
3- نشوء القوة النابذة المركزية التي أدت إلى انتفاخ الأرض في المنطقة الاستوائية.
التفسير العلمي:
إن النظام الشمسي الذي نعيش فيه يؤلف وحدة محكمة البناء تضم الشمس وتسعة كواكب - وهي المعروفة حتى الآن - تسبح في مدارات مختلفة.
ويعتبر كوكب الأرض ثالث الكواكب بعداً عن الشمس وهو يتم دورته حولها في ثلاثمائة وستين يوماً وربع اليوم ( 365. 2564). جاء في الموسوعة الأكاديمية الأميركية: "إن الأرض تدور حول محورها ( Spinaxis ) في مدة يوم واحد، وتدور حول الشمس في مدة سنة واحدة..... ويبلغ متوسط سرعة دورانها حول الشمس 30 كلم/ث.
وتدور حول كواكب المجموعة الشمسية أقمار عدة عرف منها تسعة وأربعون (49) قمراً حتى الآن، إلا أنه يرجح وجود أقمار أخرى غير مكتشفة خاصة حول أورانس (Uranus) ونبتون (Neptune) اللذان هما من أكثر الكواكب بعداً عن الشمس. أما قمر الأرض فيتم دورته حولها في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة متدرجاً في أطواره أو - منازله - المختلفة.
هذا، وإن النظام الشمسي يشكل أيضاً مع أنظمة مشابهة وحدة أكبر تعرف بمجرة درب التبانة (Milky way) وتتخذ هذه الأذرع تجمعات ضخمة لملايين النجوم والأنظمة الشمسية والتي تدور أيضاً في مدارات مختلفة حول مركز المجرة بسرعات مختلفة، فالشمس -ومعها النظام الشمسي- تدور مع أذرع المجرة.
تقول الموسوعة العالمية للفلك: "تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
إن دوران الأرض في مدارها حول الشمس مما لم يعرفه علم الفلك حتى القرن السادس عشر، فيما وضع الفلكي البولوني نيقولاس كوبرنيكوس (Nicolas Copernicus) تصوره لكونٍ مركزه الشمس وتدور حولها الأرض والكواكب المعروفة آنذاك كما ذكرت الموسوعة البريطانية الجديدة. "حيث كان السائد قبلاً أن الأرض ثابتة في مركز الكون". ففي الموسوعة البريطانية الجديدة: " "في القرن الثاني بعد الميلاد وضع "كلوديوس بطليموس" (Claudius Ptolemaus) أحد أشهر الفلكيين الإغريق تصوره للأرض كمركز للكون، وقد ساد هذا التصور التفكير الفلكي أكثر من 1300 سنة".
وانتظر العالم حتى جاء "كبلر" في القرن السابع عشر الميلادي وأثبت الحقيقة العلمية وهي أن كل ما في الكون من نجوم وكواكب تابعة لها تدور في مسارات خاصة.
وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجد أن قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} فيه إشارة صريحة إلى أن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها ثابتة مستقرة. وها هو العلم يثبت أن الأرض تدور بمن عليها من مخلوقات جامدة وحية بنفس السرعة، فلذلك نحسب أن الجبال ثابتة، بينما هي في حقيقتها تدور مع الأرض، وقد ضرب العلماء مثلاً تقريبياً لذلك فإننا إذا تصورنا قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فإن الراكب في أحدهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر، يظنه جامداً لا يتحرك، وهكذا حركة الجبال مع الأرض.
فسبحان الله القائل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
مراجع علمية:
جاء في الموسوعة الأكاديمية الأميركية: "إن الأرض تدور حول محورها ( Spinaxis ) في مدة يوم واحد، وتدور حول الشمس في مدة سنة واحدة..... ويبلغ متوسط سرعة دورانها حول الشمس 30 كلم/ث"."وتدور حول كواكب المجموعة الشمسية أقمار عدة عرف منها تسعة وأربعون (49) قمراً حتى الان ; إلا أنه يرجح وجود أقمار أخرى غير مكتشفة خاصة حول أورانس ( Uranus ) ونبتون ( Neptune ) اللذان هما من أكثر الكواكب بعداً عن الشمس. أما قمر الأرض فيتم دورته حولها في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة متدرجاً في أطواره أو - منازله - المختلفة.
هذا، وإن النظام الشمسي يشكل أيضاً مع أنظمة مشابهة وحدة أكبر تعرف بمجرة درب التبانة ( Milky way ) وتتخذ هذه الأذرع تجمعات ضخمة لملايين النجوم والأنظمة الشمسية والتي تدور - أيضاً في مدارات مختلفة حول مركز المجرة بسرعات مختلفة، فالشمس- ومعها النظام الشمسي - تدور مع أذرع المجرة".
تقول الموسوعة العالمية للفلك: "تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
وعليه: فإن كلاً من الشمس والقمر والأرض يسبح في مدار خاص أو فلك - على ما في التعبير القرآني – خاص.
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو أنها أشارت لدوران الأرض من خلال دلالة قوله تعالى {وهي تمر مر السحاب} على ذلك، وهو ما كشف عنه العلم في القرن السابع عشر الميلادي
=========================================================
قال تعالى Sad فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس )التكوير (15 ـ16).
خنس : تعني في اللغة اختبأ و اختفى , و خنس صيغة مبالغة تعني أجرام مبالغ في اختفائها
يقسم الله سبحانه وهو غني عن القسم لعباده أقسم بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، و التي هي الثقوب السوداء و هي حالة من النجوم العملاقة تتركز عادة في قلب المجرات و تعتبر مراكز ثقل للمجرات وهي حالة كثيفة جداً للمادة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها ، تتكدس فيها المادة بحيث تتلاشى المسافات البينية بين مكونات الذرات لأن الذرة أغلبها فارغ ، و حجم المادة فيها ضئيل للغاية ، فإذا تلاشت المسافات بين اللبنات الأساسية للذرة تضائل حجمها تضائلاً شديداً حتى لا تكاد تدرك ،و بتكديس المادة في داخل النجم العملاق تصبح له جاذبية فوق التصور تحول دون انفلات الضوء منه ، و حينئذ يختفي هو و مركز ثقل المجرة ، لأن كل ما في المجرة من أجرام تترابط بجاذبية الثقب الأسود كمركز للثقل لها.
و لكي يتكون ثقب أسود لابد أن تنضغط كتلته تعادل السرعة الكونية أو سرعة الضوء ، و على سبيل التشبيه فإن نجماً في حجم الشمس التي يبلغ قطرها 1392000 كيلومتراً تحتاج إلى الانضغاط حتى يصبح قطرها 3 كيلومترات فقط كي تتحول إلى ثقب أسود .
أما الجوار الكنس قالوا الكنس في اللغة مثل خنس بمعنى اختبأ و اختفى أيضاً و لكن التكرار هنا ما معناه إذا إنه ليس للتأكيد ؟
ولذلك خلصت إلى أن الكنّس هن من الكنس بمعنى مسح صفحة السماء و ليست من الاختفاء .هذه النجوم هي من الكثافة بحي يزن ملء ملعقة شاي من مادتها حولي بليون طن تقريبا
تتم مراقبة النجوم النيوترونية على شكل مصادر راديوية نابضة تدعى بلسارات , وهي تدعى كذلك لأنها تدور حول محورها بسرعة مطلقة حزمتين موجتين تندفعان عبر السماء ويتم كشفها بشكل نباضات pulses قصيرة
ومن جهة أخرى , تتميز الثقوب السوداء بقوة جذبها التي تبلغ حدا لا يمكن معه حتى للأشعة الضوئية أن تفلت منها , لذلك تبقى الثقوب السوداء أجساما غير مرئية
ومع ذلك , يمكن كشفها في حال وجود نجم مرافق قريب منها , ذلك أن الثقوب السوداء تشد الغاز من النجم الآخر فينجذب إليها مشكلا قرص تنام يدوم حول الثقب الأسود بسرعة كبيرة فترتفع درجة حرارته ويطلق طاقة إشعاعية
أخيرا , تدوم المادة الغازية نحو الداخل وتعبر أفق الحدث - حدود الثقب الأسود - وتختفي بذلك نهائيا من الكون المرئي...
فسبحان الله....................=============================================================
فى خلق الانسان :-
والآن لِنَقُم برحلةٍ زمنيةٍ قصيرة، ونرجِعُ مدةً إلى الماضي، ولْندقِق معاً هذه الحكايةَ الرائعـة المليئـة بالمعجزات من البداية .
وَلْنشاهِدْ كيفَ كانَ حالُ الإنسانِ في حينٍ منَ الدهر.
كانت البداية خليةٌ واحدةٌ فقط في بطنِ الأم، وجودٌ عاجزٌ ومحتاجٌ إلى حماية، أصغرُ من حبيبةِ ملحٍ واحدة .
أنتم أيضاً كنتم عبارةً عن هذهِ الخليةِ الصغيرةِ مثلما كلُّ الناسِ الآخرينَ على وجهِ الأرض.
بعد فترة انقسَمَتْ هذهِ الخليةُ وأصبحتِ اثنتَين، ثمَ انقسمت مرةً أخرى وأصبحت أربعَ خلايا، ثم ثماني، ثم ستَ عشرة.
استمرتِ الخلايا بالتكاثر، ثم ظهرتْ أولاً قطعةُ لحم، ثم أخذت قطعةُ اللحم هذه شكلاً وأصبحت لها يدانِ ورِجلانِ وعينان، فالخليةُ الأولى كبُرت مئةَ مليارِ ضِعف، وأخذت وزناً بستةِ مليارِ ضِعف.
فالتي كانت قطرةَ ماءٍ فقط في السابق، أجرى اللهُ تعالى فيها معجزاتٍ عدة، فخلقَ منها الإنسانَ الذي يقرأ هذه الكلمات.
وقد بيَّن القرآنُ الكريمُ كيفَ خُلقَ الإنسان.
قال تعالى Sad أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )(القيامة 36-40).
خَلْقُ الإنسان
الناسُ المنغمسونَ في نُزعَةِ الحياةِ اليومية، يسيرونَ لا مبالينَ بالمُعجزةِ المُهمَّةِ المُتَحَقِّقَةِ أمامَ أعينِهم، هذه المعجزةُ هي خلقُ الإنسان.
تبدأُ أولُ مرحلةٍ في معجزةِ الخلقِ بنُضجِ خليَّةِ البويضةِ في عضوٍ في جسمِ المرأةِ يسمى المَبيض، هناكَ رحلةٌ طويلةٌ أمامَ البويضةِ الناضجة، ستدخُلُ أولاً أنبوبَ فالوب وهنا ستقطَعُ مسافةً طويلةً حتى تصلَ إلى الرَّحِم
يبدأُ أنبوبُ فالوب بالحركةِ للإمساكِ بالبويضةِ الناضجةِ قبل خروجِها من المبيضِ بمُدَّةٍ قصيرة، ويُحاولُ إيجادَ خليةِ البويضةِ عن طريقِ لمَساتٍ خفيفةٍ على المبيضِ، ونتيجةَ هذا البحثِ يجدُ أُنبوبُ fallop البويضةَ الناضجةَ ويسحبُها لِداخِلِه، وحينئذٍ تبدأُ رِحلةُ خليةِ البويضة.
يتوجبُ على البويضةِ قطعُ طريقٍ طويلٍ عَبْرَ أُنبوبِ fallop، لكن ليس لها أيُ عُضوٍ يؤمِّنُ لها قَطْعَ هذا الطريقِ كالزعانفِ أو الأرجل، ولهذا خُلقَ لرحلتِها نظامٌ خاصّ، فقد وُظِفَت ملياراتُ الخلايا التي توجدُ في السطحِ الداخليِ لأنبوبِ fallop لإيصالِ البويضةِ إلى الرَّحِم.
تحرِّكُ الخلايا هذه الشعيراتِ الموجودةَ على سطحِها المسماة بـ siliya نحوَ الرَّحِمِ بِاستمرار، وهكذا تُحمَلُ خليةُ البويضةِ من يدٍ إلى يدٍ إلى الجهةِ التي يجبُ ذهابُها نحوَهُ كحِملٍ ثمينٍ جداً.
عندَ ملاحظةِ هذهِ الشعيراتِ نجِدُها قد نُسِّقَت في المكانِ والشكلِ الذي يجبُ أن تكونَ عليهِ ضِمنَ خُطَّةٍ ذكيةٍ جداً، وتقومُ بحركةِ نقلٍ معاً وإلى الجهةِ نفسِها وكأنَّها آلةٌ مبرمَجَة، فلو لم يقُمْ قِسمٌ من هذهِ الخلايا بمهمته أو قامَ بنقلِها إلى جهاتٍ مختلفةٍ لن تصِلَ البويضةُ إلى هدفِها، ولا تتحققُ الولادةُ أبداً.
ولكنَّ خلقَ اللهِ تامّ، فَكُلُّ خليَّةٍ تنفِّذُ مُهِمَّتَها التي أُوكِلَت إليها دونَ أيِ خطأ، وهكذا تتقدَّمُ إلى المكانِ المُجَهَّزِ خصوصاً لأجلِ البويضةِ أي إلى رَحِمِ الأم.
لكنَّ خليةَ البويضةِ المنقولةِ بِدِقَّةٍ بِهَذا الشَكلِ عُمرُها لا يتجاوزُ أربعاً وعِشرينَ ساعة، وتموتُ ما لم تُلقَّح في هذهِ المُدة.
وتحتاجُ إلى مادَّةٍ حياتيةٍ للتلقيح :
النُطفةُ التي تأتي من جسمِ الرجل.
تصميمُ النطفة
النُطفةُ: خليَّةٌ موظَّفَةٌ لإيصالِ معلومَةِ الذَّكَرِ الوراثيَّةِ إلى خليةِ البويضةِ في الأنثى.
إذا دقَّقنا عن كثب، نرى جهازاً مُصَمَّماً بشكلٍ خاصٍّ لحملِ هذهِ النُّطفة
فالقِسمُ الأماميُّ للنُطفَةِ مغطى بِدِرعٍ واقٍ وتحتَهُ دِرْعٌ ثانٍ، وتَحتَ هذا الدِرعِ الثاني أيضاً يوجدُ ما يشبِهُ الشاحِنَةَ التي تحمِلُ النُطفة.
ويوجد داخلَ هذه الشاحنة ثلاثةٌ وعِشرونَ صبغياً عائداً للرجل.
جميعُ المعلوماتِ العائدةِ لجِسمِ الإنسانِ وأدقِّ تفاصيلِه مخفيٌّ في هذه الصبغيات، ولظهورِ إنسانٍ جديدٍ يجبُ أن تَتَّحِدَ الصِبغياتُ الثلاثةُ والعِشرون الموجودةُ في نُطفَةِ الرجلِ مع الصبغيات الثلاثةِ والعِشرين الموجودةِ في بويضةِ المرأة، وهكذا سيظهَرُ أولُ تكوينٍ لجِسمِ الإنسانِ من ستةٍ وأربعين صبغياً.
تصميمُ الدِرعِ الموجودِ في الجِهةِ الأماميَّةِ لِلنُطْفَة سَيَحمي هَذا الحِملَ الثَمينَ طَوالَ هذه المسافةِ الطويلةِ من جميعِ أنواعِ الأخطار.
وتصميمُ النطفةِ غيرُ محصورٍ بهذا فقط، فهناكَ في القِسمِ الأوسطِ للنُطفةِ محرِّكٌ قويٌ جِداً، ويرتبِطُ بِطَرَفِ هذا المحرِكِ قسم ذيل للنطفة.
القوةُ التي ينتجُها المحركُ تدوِّرُ الذيلَ كالمِروحةِ، وتؤمِّنُ للنطفةِ قطعَ الطريقِ بسرعة.
ولوجودِ هذا المحرِكِ لا بُدَّ من وَقودٍ لتشغيلِه، وقد حُسبت هذه الحاجَةُ أيضاً فرُتّب لهُ الوقودُ الأكثرُ اقتصاداً أي سُكر ال fruktoz على السائل الذي يحيط بالنطفة.
وهكذا فقد تَمَّ تَوفيرُ وَقودُ المُحَرِّكِ خلالَ الطريقِ الذي ستقطَعُهُ النُطفَة.
بفضلِ هذا التصميمِ الكامِلِ تَقطَعُ النطفةُ طريقاً نحوَ البويضةِ بسرعة.
عندَ ملاحظةِ حجمِ النُطفةِ بالنِسبَةِ إلى المَسافَةِ التي قطعتها تظهَرُ حركتُها السريعةُ التي تُشبه قارِبَ السباق.
هذا الجهازُ المدهشُ ينتَجُ بمهارَةٍ كبيرة، حيثُ يوجدُ داخلَ كلِّ خِصيةٍ - مركزُ إنتاجِ النُطَف - أقنيةٌ مِجهريةٌ يصلُ طولُها إلى خمسِمِئَةِ متر.
الإنتاجُ في هذهِ الأقنية يُشبِهُ تماماً نِظامَ السِّكةِ الحديديةِ المستخدَمَةِ في المعامِلِ الحديثة، فأقسامُ النُطفةِ من دِرعٍ ومحركٍ وذيلٍ تُركَّبُ معَ بعضِها على الترتيب.
وفي النهايةِ تظهَرُ روعة الهندسة الكاملة.
علينا التفكيرُ ولو قليلاً في هذهِ الحقيقة.. كيف عَرَفتِ الخلايا التي لا وعيَ لها طريقةَ تجهيزِ النُطفةِ بشكلٍ يتناسبُ معَ جِسمِ الأُمِّ رغمَ جَهلِها بِها تماماً ؟
كيف تعلمتِ النُطَفُ صُنعَ الدِرعِ والمُحَرِّكِ والذيلِ حَسَبَ حاجَةِ جِسمِ الأُم؟
بأيِ عقلٍ تتركَّبُ هذه القِطَعُ بالترتيبِ الصحيح؟
من أين تعلَمُ أنَّ النُطَفَ ستحتاجُ إلى سكرِ ال fruktoz؟
كيف تعلّمت صنعَ محرِّكٍ يعملُ بسكَّرِ ال froktoz؟
هناكَ جوابٌ واحدٌ فقط لكلِّ هذهِ الأسئلة ...
النُطَفُ والسائلُ المرتَّبُ داخلَها خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلّ بشكلٍ خاصّ لاستمرارِ نَسْلِ الإنسان.
الدكتور البروفيسور جواد بابونا الطبيب في كلية الطب في جامعة استانبول المختصُّ بأمراضِ النساءِ والتوليد، والوزيرُ السابقْ علَّقَ على خصائصِ النطفةِ بقولِهْ: "خلايا النطفةِ منتَجَةٌ في جِسمِ الأب، أمَّا مُهِماتُها فلا تتحقَّقُ إلا في جِسمِ الأم، ولا تملِكُ أيُ نُطفةٍ منذُ تاريخِ البشريةِ العودةَ إلى جسمِ الأبِ مرةً أخرى بعدَ إنهاءِ مهمتِها في جِسمِ الأمِّ لإخبارِ الخلايا المنتِجَةِ لها عن مهمتِها وما فعلتْهُ وعنِ الأحداثِ التي واجهتها.
في تلكَ الحالةِ كيفَ تكونُ خليةُ النُطفةِ ذاتَ بُنيَةٍ مختلفةٍ تماماً عن آلافِ أنواعِ الخلايا الموجودةِ في بنيةِ الأب، من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفةِ أن تذهبَ بالحِملِ الوراثيِ الذي أخذته من الأبِ إلى بنيةٍ ستُرزَقُ الحياةَ بعدَ مُدَّةٍ بحملِ دِرعٍ في مقدمتِه ؟
من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفَةِ أنَّهُ يلزَمُها ثَقبُ ذلكَ الغشاءِ الرقيقِ فتأخذُ معَها أسلحةً كيميائيةً مرتَّبَةً خلفَ الدِرع؟
كما ترَون لا يمكنُ أن تكونَ جميعُ عناصِرِ هذه الآلية، والحوادثِ التي تكلفت بها، والمُهماتِ التي تقوم بها النطفةُ مصادفةً، ولا يمكِنُ أن تكونَ المعرفةُ جاءت عن طريقِ التَكرار.
هذا دليلٌ واضحٌ على أن اللهَ ألهمَها هذه المهمةَ وعلَّمَها كيفيةَ الإتيانِ بها على أكملِ وجه.
هذا التصميمُ الخارِقُ في النطفةِ وَحدَهُ مُعجِزَةُ خَلقٍ كبيرةٌ، وهكذا يشدُّ اللهُ تعالى انتباهَنا إلى خلقِ هذهِ النطفةِ في آيةٍ قرآنيةٍ بقولِه:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} (الواقعة 57-59).
رحلة النطفة الشاقة :
يُرسَلُ إلى رَحِمِ الأمِّ في المرةِ الواحدةِ ما يقارِبُ المئتين وخمسين مليونِ نُطفَة، حُدد هذا العددُ بهذهِ الكَثرةِ بشكلٍ خاصّ ؛ لأنَّ النطفَ تواجِهُ أخطاراً مميتَةً بمجردِ دخولِها إلى الرَحِم .
فهناكَ خليطٌ حمضيٌ كثيفٌ في العضوِ التناسليِ للمرأةِ تمنَعُ وصولَ البكتريا، هذا الخليطُ قاتلٌ بالنسبةِ للنطفِ أيضاً، فبعدَ دقائقَ عِدَّة يُغَطى جدارُ الرحمِ بملايينِ النطفِ الميتة، وبعدَ عدةِ ساعاتٍ يكونُ قسمٌ كبيرٌ منَ المئتين وخمسين مليون نطفةٍ ميتاً.
الخليطُ الحَمضيُّ هذا مهمٌ جداً لصِحَّةِ الأمِّ وقويٌّ جِداً بحيثُ يستطيعُ قتلَ كلِّ النطفِ الداخلةِ إلى الرحِمِ بسهولة.
فيهذهِ الحالةِ لن يتحققَ التلقيحُ أبداً، وينتهي نسلُ الإنسان.
لكنَّهُ أخذَ الاحتياطَ الضروريَ أيضاً، فأثناءَ إنتاجِ النُطَفِ في جِسمِ الرجلِ يضافُ إلى السائِلِ المحتوي على النُّطَفِ الخليطُ الذي يحمِلُ خاصيةً قُلوية (Bace )، هذا الخليطُ يزيلُ قِسماً من تأثيرِ الخليطِ الحمضيِ في رحمِ الأم، وبفضلِ هذا الخليطِ تستطيعُ آلافُ النطفِ الوصولَ إلى مدخَلِ قناةِ فالوب مروراً برحِمِ الأم.
ولقد لاحظ العلماء أن النطف جميعاً تتجه إلى جهة واحدة ؟
إذاً كيف تجدُ الجهةَ الصحيحةَ هذه؟ من أينَ تعرِفُ مكانَ البويضة التي بحجمِ حبيبةِ المِلح؟..
تجدُ النطفةُ مكانَ البويضةِ لأنَّ نظاماً كاملاًَ آخرَ خُلِقَ وتدخَّلَ لأجلِها.
ترسِلُ البويضةُ إشارةً كيميائيةً لتشُدَّ إليها النطفَ البعيدةَ عنها بما يقارب خمسةَ عشَر سنتيمتراً، فالنطفُ بفضلِ هذهِ الإشارةِ تتَّجِهُ نحوَ البويضة، باختصار... تدعو البويضةُ إليها النطفَ التي لا تعرِفُ عنها أيَ شيء، ولم تقابِلها من قبلُ أبداً، وتتراسلُ الخليتانِ الغريبتانِ اللتانِ لا تعرفانِ بعضَهما .
هذه الحقيقةُ دليلٌ آخرُ أيضاً على خلقِ البويضةِ والنطفةِ بتناسقٍ كبيرٍ معَ بعضِهما.
اللقاء الكبير
وفي النهايةِ تستطيعُ مئاتُ فقط الوصولَ إلى البويضة، غيرَ أنه لم ينتهِ السباقُ حتى الآن، فلا تقبل البويضةُ إلا نطفةً واحدةً فقط، ولهذا يبدأُ سباقٌ جديد، هناكَ عائقانِ مهمانِ جداً أمامَ النطفِ: الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة، وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حدٍ كبير.
خلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هذين العائقين
فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة، إنها أكياس الأنزيم المذيبة و التي تسمى بالهيالورونيديز ، هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة أي الطبقة الحامية بإذابتها
فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة، وتتقدم في الطبقة يتآكل درعه شيئاً فشيئاً ثم يتفتت ويتبعثر، أما تفتت درعه هذا فهو جزء من الخطة المنفّذة الكاملة
لأنه بفضل هذا التفتت ستبدأ أكياس الأنزيم الثانية الموجودة داخل النطفة بالظهور.
وهذا يؤمن اجتياز آخر عائق تواجه النطفة أي ثقب قشرة البويضة.
الآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الالكتروني، فللنطفة درع أحمر، يذوب هذا الدرع تدريجياً وتجتاز النطفة قشر ة البويضة إلى الداخل...
التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة غير محصور بهذا فقط، ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة تتحقق معجزة أخرى .
فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة وراؤها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا، وهذا مهم جداً، لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل، فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها.
ترك النطفة ذيلها يشبه عمليات مكوك الفضاء، والصاروخ المرسل إليه، حيث تُترك المحركات وخزانات الطاقة عندما لم يبق لها حاجة أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي.
حسناً.. كيف تقوم نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق ؟
بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن.
غير أن النطفة جهاز بيولوجي لا تشعر بما حولها، ولا تملك أي عقل أو علم، الخالق سبحانه الله تعالى نسق معها أيضاً نظاماً يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح.
تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارجاً بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب، وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية.
ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة المستقلة عن بعضها البعض بنظام عمل متناسق أوصلت المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل، إلى البويضة في جسم المرأة، وكما نرى فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كاملة،
هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان، وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل دلائل واضحة على خلق الإنسان من قبل الله تعالى.
بالنتيجة نجد أن الذي قام بعملية تلقيح البويضة هو عبارة عن نطفة واحدة تمكنت من الوصول إلى البويضة وثقبت جدارها الخارجي و لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف و أربعمئة سنة هذه الحقيقة بقوله " ما من كل الماء يكون الولد ، و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء "رواه مسلم في كتاب النكاح ، باب العزل .
العلق
تقوم نطفة الرجل بالاتحاد مع البويضة، فتصبح المعلومة الوراثية للنطفة والبويضة إلى جانب بعضها بعضاً.
وتتحقق واحدة من أكبر المعجزات على وجه الأرض، حيث يتحقق اختلاط معلومتين وراثيتين واجتماعهما لتكوين إنسان جديد، وتحقق اللقاء...
ربما يكون تصديقه صعباً، إلا أنه يوجد داخل هذه الخلية جميع المعلومات العائدة للإنسان الذي لم يولد بعد.
عين الطفل الذي سيولد، جلده، لون شعره، وشكل وجهه، وجميع الخصائص الفيزيائية له مشفّرة هنا.
إلا أنه ليس مظهره الخارجي فقط بل حُدد هيكله وأعضاؤه الداخلية جلده، عروقه، وحتى أشكال خلايا الدم التي تدور في عروقه إلى عددها العائدة للجنين إلى جميع التفاصيل.
خصائص الإنسان في السّن السابعة وحتى خصائصه في سن السبعين كل شيء وضحت وكتبت داخل هذه الخلية .
تقوم الخلية بعد التلقيح بمدة قصيرة بتصرف آخر محيّر جداً، تنقسم وتكوّن خليتين حديثتين، ثم تنقسم هذه الخلايا مرة أخرى وتصبح أربعة، فقد بدأ الآن تكوين إنسان جديد.
ولكن ... لماذا تتخذ الخلية قرار الانقسام هذا ؟
لماذا تتكلف وتقوم بمهمة تكوين الإنسان؟
من أعطى الخلية معلومة هذا التكوين؟
هذه الأسئلة توصلنا إلى وجود الله تعالى صاحب العلم والقدرة اللا متناهيتين، خالق الخلية، والإنسان الموجود داخل الخلية، والعالم الذي يوجد فيه الإنسان وجميع الكون، خالقهم من العدم.
في هذه الصور نشاهد رحلة الخلايا التي تنقسم وتتكاثر باستمرار داخل أنبوب fallop، كتلة الخلايا هذه يقال لها منذ الآن بيضة ملقحة، أثناء انقسام وتكاثر الخلايا التي داخل البيضة الملقحة تتحقق حادثة أخرى محيرة أيضاً.
تبدأ بعض الخلايا بالتمايز عن الأخرى، أثناء تجمع الخلايا القديمة في المركز، فإن الخلايا المتمايزة تحيط حولها، وبعد مدة قصيرة ستكوِّن مجموعة الخلايا المركزية الجنين، يعني أول حال الطفل الذي سيولد، وستكون المجموعة التي حولها المشيمة التي ستغذي الجنين.
بدءُ الخلايا فجأة بالتمايز، واتخاذها قرار تكوين الجنين أو المشيمة تعد معجزة كبيرة في الأوساط العلمية، فهناك أمر مخفيٌّ يُعمل في هذه الخلايا.
تصل البيضة الملقحة بعد أربعة أيام من تلقيحها إلى المكان الذي جهّز خاصة لأجلها يعني إلى رحم الأم، ويلزم تمسكها بالرحم لعدم سقوطها خارج الجسم، إلا أن البيضة الملقحة ليست إلا كتلة دائرية مكونة من الخلايا الشبيهة ببعضها وليس لها أي نتوء أو ممسك خاص يؤمن لها التعلق بمكان ما، فإذاً كيف تستطيع التمسك بجدار الرحم؟
وهذا أيضاً قد حُسب له حسابه.....
عند وصول البيضة الملقحة إلى رحم الأم يتدخل نظام خاص آخر.
هذا الصور الملتقطة بالمجهر الإلكتروني تظهر البيضة الملقحة التي وصلت قبل لحظات إلى رحم الأم، تفرز الخلايا الموجودة في السطح الخارجي للبيضة الملقحة أنزيمات خاصة تذيب جدار الرحم، وبذلك تتمسك البيضة الملقحة بالرحم بشدة وتنجو من سقوطها خارج الرحم.
وجود الخلايا على سطح البيضة الملقحة في المكان اللازم وإفرازه الإنزيم اللازم يوضح مرة أخرى كون خلقه بدون نقصان .
بفضل هذه الخلقة الكاملة تنغرز البيضة الملقحة في جدار الرحم.
هذا المخلوق الجديد الذي يكبر بتمسكه بالرحم يسمى منذ الآن بالجنين.
هذه الحقيقة التي اكتشفتها البيولوجيا الحديثة ذكرت في القرآن الكريم فعندما يذكر الله تعالى أول مرحلة للطفل في رحم الأم يستخدم كلمة العلق قال تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ.اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق:1- 3) .
أما كلمة العلق بالعربية فيقال للشيء المتمسك بمكان والمتعلق به، وحتى أصل كلمة العلق يستخدم للتعريف عن بعض الطفيليات التي تلتصق بالجلد وتمصّ الدم من ذلك المكان.
استخدم البيان الإلهي كلمة العلق لتعريف البيضة الملقحة في رحم الأم في الوقت الذي كانت المعلومات البيولوجية للناس ضئيلة جداً.
التمايز( مرحلة المضغة):
يعيش في عالمنا الذي هو كوكب مليء بالحياة أنواع لا تحصى من الكائنات وحيدات الخلية، وحيدات الخلية جميعها تتكاثر عن طريق الانقسام وتكوّن نسخة عنها أثناء انقسامها.
الجنين النامي في رحم الأم يبدأ الحياة بخلية واحدة تتكاثر هذه الخلية بنسخ نفسها كذلك.
تنموا هذه الكتلة تتمايز وتتخصص بالتدريج لتكون براعم الرأس والدماغ والقلب والأطراف والعظام وتسمى هذه المرحلة علمياَ بـ EMBRYO وبالنظر إلى شكلها فهي تشبه قطعة لحم أو لبان ممضوغة ولقد سماها القرآن الكريم بلفظ مضغة قال تعالى : ( فخلقنا المضغة عظاماً ..).
وهنا لولا تدخل تنظيم خاص للزم من انقسام خلايا المولود ظهور كتلة لحم مؤلفة من خلايا متشابهة وليس إنساناً.
لكنه لا يحصل شيء كهذا لأن الخلايا ليست عاطلة إلى هذا الحد.
بل تبدأ النطفة والبويضة بعد الالتقاء بأسابيع بالتمايز عن بعضها بأمر خفي أعطي لهم
إن هذا التغير يعتبرها علماء الأجنة معجزة هائلة، فالخلايا التي لا وعي لها بدأت بإنشاء الأعضاء الداخلية والهيكل والدماغ.
ففي هذه المرحلة تبدأ خلايا الدماغ بالتكون هذه الصور التي نراها في هذه الصور ملتقطة بالمجهر الإلكتروني، تظهر أول تشكل الدماغ.
تنموا خلايا الدماغ ويزداد عددها بسرعة، وفي نهاية هذا الإنشاء يصبح الجنين ذو 10 مليارات من خلايا الدماغ.
كل خلية جديدة تتصرف بمعرفة سابقة إلى أين ترجع، ومع أي الخلايا يجب أن ترتبط، كل خلية تجد مكانها بين احتمالات لا حصر لها، وترتبط مع الخلايا التي يجب أن ترتبط معها.
يوجد في الدماغ 100 تريليون صلة وصلة لتستطيع الخلايا صنع ترليونات الوصلات هذه بالشكل الصحيح يجب أن تملك عقلاً يفوق عقل الإنسان بكثير
غير أنه ليس لهذه الخلايا أي عقل.
ليس فقط خلايا الدماغ، بل كل واحدة من الخلايا المتكاثرة بانقسامها داخل الجنين تقوم برحلة من أول مكان تكوّنت منه نحو النطفة التي يجب أن تتواجد فيها، وكل واحدة تجد المكان المخطط لها، وهنا تقوم بالارتباط بالخلايا التي يجب أن ترتبط معها.
حسناً .. هذه الخلايا التي ليس لها أي وعي .. فمن يتتبع هذه الخطة الذكية ؟
يجيب الدكتور البرفيسور جواد بابونا على هذا السؤال بقوله:
" كيف تقوم جميع هذه الخلايا المتشابهة مع بعضها برحلة فجأة وكأنها تلقت أمراً من مكان واحد، وتذهب كلها إلى أماكن مختلفة تعمل على تكوين أعضاء مختلفة، هذا يبين بشكل واضح أن هذه الخلايا المتماثلة خلايا لا تعرف ما ستفعله، الخلايا متماثلة والـDNA الوراثية كلها تشكّل بعضها الدماغ، وبعضها القلب، وبعضها تشكل الأعضاء الأخرى إن الذي يوجها هو الله وحدة خالق السماوات والأرض .
يدوم التكوين في رحم الأم، تبدأ بعض الخلايا المتغيرة بالانقباض والانبساط فجأة.
وبعد ذلك تجتمع مئات آلاف هذه الخلايا في مكان واحد، لتكوّن القلب .....
هذا القلب سيستمر بالخفقان طوال العمر.
بعض الخلايا المستقلة عن بعضها تتماسك ببعضها، وتقيم ارتباطات فيما بينها وتشكل خلايا العروق.
ترى... من أين تعلمت هذه الخلايا وجوب تكوين العروق وكيفية القيام بهذا؟
هذه من الأسئلة التي لم يوجد لها جواب في الأوساط العلمية
في النهاية تصنع خلايا العروق نظام أنبوبي رائع ليس عليه أي ثقب أو شق.
السطح الداخلي للعروق أملس، وكأنه صنع بيد صانع ماهر.
نظام العروق الرائع هذا سيبدأ بعد مدة بنقل الدم لجميع جسم الجنين ويبلغ طول شبكه العروق كلها (40000كم)، وهذه المسافة تساوي الطول الكامل لمحيط الأرض.
يستمر النمو في بطن الأم دون توقف، وتصل أطراف الجنين في نهاية الأسبوع الخامس إلى حال تشبه النتوء كما في الصور .
هذا النتوء سيصبح يداً بعد مدة، تبدأ بعض الخلايا بصنع الأيدي.
إلا أنه يقوم قسم من الخلايا بعد مدة بعمل محير جداً: تقوم الآلاف من الخلايا بتضحية جماعية.
ترى .. لماذا تقدم الخلايا أنفسها ؟
هذه التضحية تخدم هدفاً مهماً جداً، أجسام الخلايا الميتة على خط معين ضروري لتكوين الأصابع، وتأكل الأخرى الخلايا الميتة وتتشكل في هذه المناطق الفراغات اللازمة بين الأصابع.
حسناً.. لماذا تقوم آلاف الخلايا بتضحية كهذه؟ كيف تقوم الخلية بالتضحية بنفسها ليصبح الطفل المولود ذو أصابع في المستقبل؟
من أين عرفت الخلية أنها بهذه التضحية تخدم هدفاً كهذا؟
كل هذا يوضح مرة أخرى أن جميع الخلايا المكوّنة للإنسان موجّهة من قبل الله تعالى.
وفي هذه الأثناء تبدأ بعض الخلايا بصنع الساق.
لا تعرف الخلايا أن الجنين سيحتاج إلى المشي على الأرض، رغم ذلك تكون الساق والأرجل.
هذه صورة تمثل وجه إنسان ذو أربعة أسابيع.
في هذه المرحلة تتكون حفرتان في جانبي رأس الجنين، تصديقه صعب، لكن في هذين الحفرتين ستُنشأ العينان.
يبدأ تشكل الأعين في الأسبوع السادس وتعمل الخلايا طوال الأشهر داخل خطة لا يستوعبها العقل وتكّون أقسام العين المختلفة..بتتابع رتيب.
تصنع بعض الخلايا القرنية وبعضها الحدقة، وبعضها العدسة، تقف كل خلية عند وصولها إلى حد انتهاء القسم الذي يتوجب عليها صنعها، وتنشأ العين المكونة من 40 طبقة مختلفة بشكلٍ كامل...
وهكذا فالعين التي تعد أفضل كاميرا في العالم تُخلق في بطن الأم من العدم، فقد حُسب بأن الإنسان الذي سوف يولد عندما يفتح عينيه سيقابل عالماً ملوناً خُلقت العين من أجله متناسباً مع هذا العالم.
وقد حسبت الأصوات التي سيسمعها، والأنغام التي سيستمع إليها أيضاً، والأذن التي ستسمع هذه الأصوات كذلك تنشأ في بطن الأم حيث تشكل الخلايا أفضل جهاز لاقط للصوت على وجه الأرض.
وهذا يذكرنا مرة أخرى أن السمع والبصر من النعم الكبيرة التي منحها الله تعالى للإنسان، بذلك يتفضل الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .
معجزات القرآنجميع المعلومات التي شرحناها حتى الآن في موضوع تطور الجنين في رحم الأم اكتشفت بالبحوث في مطلع هذا القرن وبالعودة إلى الاعتقادات التي كانت سائدة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم كانت بعيدة تماماً عن الحقيقة العلمية وكانت أقرب إلى الخرافة فقد كان الاعتقاد السائد مثلاً في عصر أرسطو 384 ـ 322 أن الجنين موجود في نظاف الرجل مخلقاً وكاملاً ولكنه صغير جداً فلا نراه ثم ينموا بالتدريج داخل الرحم تماماً كما تنمو بذرة أي نبات .
أما القرآن الكريم فيقول : بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان:2). وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا أخرج الإمام أحمد في مسنده( مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي قال فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد موضوع حلقة اليوم هو محور سورة يخلق الإنسان قال يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نظفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول من قبلك) مسند أحمد 4206رواته ثقات إلا حسين بن الحسن قال فيه البخاري فيه نظر ولكن ابن حبان وثقه.
ولم يتوصل العلم إلى حقيقة أن الإنسان يتكون من نطفة الرجل وبويضة المرأة إلا في سنة 1775م على يد العالم الإيطالي "سبالانزاني" Spallanzani . وفي عام 1783 تمكن "فان بندن" Van Beneden من إثبات هذه المقولة وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم. كما أثبت "بوفري" Boveri بين عامي 1888 و1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسوم
===========================================================
وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت
الحمد لله القائل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق "
عندما تعزم على قراءة القرآن وتصل الى الآية الواحد والثالث والاربعين من سورة العنكبوت التي تقول .." مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا" وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " تستوقفك تلك الآيات الحكيمة ..وتسعى للتفاسير لتتأمل التأويل المناسب لها ولتنوير الأذهان اليكم المعاني الواردة بتلك التفاسير ...
روح البيان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القران العظيم للقرشي الدمشقي وجامع البيان للطبري و تفسير فتح القدير للشوكاني وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي وصفوة التفسير للصابوني وتفسير أبو السعود للعمادي وفتح البيان في مقاصد القران وزاد المسير في علم التفسير للجوزي والضوء المنير على التفسير للصالحي ..وجدت انها أجمعت على أن المقصود من بيت العنكبوت : هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا" لها ووصفت كتب التفاسير :
1. على انها لاتغنى شيئا" (الطبري )
2. أضعف البيوت لايقيها الحر والبرد( القرطبي )
3. ضعيف ووهن ( ابن كثير )
4. ضعيف ( ابن حيان الاندلسي )
5. لا بيت أضعف منه ( الشوكاني )
6. من أضعف البيوت ( السعدي )
7. أضعف البيوت لتفاهته وحقارته ( الصابوني )
8. لا يرى شيئا" يدانيه ي الوهن ( العمادي )
9. لا بيت أضعف منه ولا أوهن منه ( القنوجي البخاري )
10. أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي )
11. لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام ( البروسوي )
12. ضعيف ووهن ( ابن كثير القرشي الدمشقي )
تحديد معنى كلمة أولياء كما جاءت بكتاب الله سبحانه :
وردت الكلمة ثلاثا" وثلاثين مرة وجاءت في عشرين موضعا" على أنها
الكافرون ..
الذين كفروا...
المنافقين ...
اليهود والنصارى ...
الذين أوتوا الكاتب ...
الشياطين ....
أبليس وذريته ...
الظالمون ...
الذين هادوا ...
الذين أمنوا ...
الذين هاجروا والذين آووا ونصروا ...
الاباء والاخوان من الكفار...
المؤمنون والمؤمنات ...
عباد الله الصالحين ...ولم ينص في الآيات الاشارة الى أن الاولياء من الاصنام والاوثان ...
ومن الحقائق العلمية ان خيوط العنكبوت الحريرية تتكون من البروتين الذي يتم تصنيعه في غدد الحرير , والحرير المنتج قوي ومتين أشد متانه من الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله دون أن ينقطع ..ويد كذلك من اقوي الالياف الطبيعية على الاطلاق . وقوة هذه الشبكة تستطع ايقاف نحلة يزيد حجمها مرات حجم العنكبوت وهي تطير بسرعة 22 كم في الساعة دون أن تتأثر أو تتمزق ..وتقوم احدى الشركات الكندية بصنع خيوط طبية من نسيج العنكبوت وحبال لصيد الاسماك وألبسه واقية من الرصاص ..وكذلك قد قام سكان جزر السلمون قديما" بصنع شباك صيد الأسماك من تلك الخيوط .
حقائق علمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية :
أمة من الأمم يوجد منها أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب .. تتفاوت بالاحجام والاشكال ونمط المعيشة .. يغلب عليها العيش الفردي والعدائية لبعضها بعضا" ..
وفئة قليلة جدا" تعيش جماعات ..؟؟
الانثى أكبر حجما" من الذكور .. بعد مرحلة التزاوج يقوم الذكر في الغالب هجر عش الانثى خوفا" من أن تقوم بقتله .. وحادثة قتل الذكر مشهوره لدى الارملة السوداء (نوع من العناكب ) حيث تقوم بقتل الذكر عند انتهاء عملية التلقيح ..لذا سميت بهذا الاسم ( الارملة السوداء ) ...
عند بعض الانواع تترك الانثى الذكر ليعيش حتى يتمكن الابناء من قتله بعد أن يخرجوا من البيض .
أنواع أخرى .. تقوم الاناث بتغذية صغارها حتى اذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها
اذن البناء الاجتماعي والعلاقات الاسرية في بيت العنكبوت تتصف أنها مبنية على مصالح مؤقته ..سرعان ما تنقلب عداء .. هذه العلاقات الهشة والضعيفة يجعل من البيت العنكبوتي بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة ..
مناقشة :
بعض كتب التفسير ذهب ابلى أن المقصود هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله سبحانه يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند الحاجة اليهم , ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتا" لا يغنى عنها شيئا" عند حاجتها اليه ,
البعض كذلك قال أن الاولياء من الاصنام والاوثان .. في حين أن أغلب المواضع (20 من أصل 33 ) أشارة انهم من الاحياء ..وهي متوافقة مع لغة العربحيث تعنى الولاية النصرة والقدرة على الفعل والمحب والصديق والنصيروكلها أفعال لاتصدر من جماد ...
وصف الله مطابق تماما" لمثل الاولياء الذين يتخذون المصالح الدنيوية لتحقيق رغباتهم حتى اذا تحققت انقلبوا اعداء ...سوى في الدنيا او الاخرة ..وهذه المصلحة المؤقته تنطبق على العنكبوت وأهله ..
تتجلى صورة الااعجاز عن حياة العنكبوت والتى لم يتم كشفها الا حديثا" بدقة حال تلك الاسرة وانها أوهن البيوت وتمت الاشارة لها اكثر من الف سنة تقريبا" قبل اكتشافها وختم الاية بـ " لو كلنوا يعلمون " انها لم تكن معروفة للبشر قبل نزول القران .=============================================================
وفي الأرض آيات للموقنين ...
[color=blue]الانسان ينبض بالحياة ..والايات تنطق بصمت النتاسق والتكامل بين آيات الله في السموات والارض ..لنقرأ الاية .".قل سيروا في الارض فانظروا كيف الله الخلق "
ومن عندها نسير الى التفكر بقدرة الخالق وانها دلالات لعباده الموقنين ...
الأرض تتكون من صخور نارية ورسوبية وصخور متحولة ..ورد بالأية " ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود " فاطر الأية 27 ففيها لفته جميلة الى ألوان الصخور ..وشبهها بالوان الثمار وتنوعها وتعددها وهي لفته تهز القلوب وتوقظ حاسة الذوق الجمالي العالي بما يستحق النظر .
فمن الجبال جدد أي طرائق مختلفة الالوان ..وبيض مختلفة البياض وحمر مختلفة في حمرتها وغرابيب سود أي شديدة السواد كما يطلق عليها من يعيشوا الىجانبها " الجبال السوداء " أحيانا" نجد الجبل الواحد ذا لون عجيب وفيه عروق كما في منطقة وادي بيتان جنوب الصحراء الشرقية بمصر .وتظهر صخور النيس تراكيب نيسوزية مميزة للصخور المتحولة وفيها العروق البيضاء لمعدن الكوارتز متوافقة مع الجسم الصخري ..ويبدو ايضا" التصدع في الكسور الرأسية ..تماشيا" مع قول الحق " والأرض ذات الصدع " الطارق الآية 12 ..
أما الحمراء فتظهر في صخور الجرانيت الوردي الذي يشكل وحدة مميزة في تكوينات صخور الاساس المصري ,والتي ترجع الى العصر الكامبري وهو انعكاس للتراكيب الكيميائية للمعادن المكونة لهذه الصخور .
عند فحص الصخور البركانية المتحولة لوادي المرين جنوب وادي مبارك ميكروسكبيا" وجد ان بعض تركيب هذه الصخور معدنيا" يحتوي على شرائح معدن الألبيت التي تظهر التوأمية المتعددة على هيئة لفظ الجلالة " الله " تقريبا" دلالة على أن كل شىء بهذا الكون يسبح لله " الم تر أن الله يسبح له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال .." في سورة الحج 18 ..
وكذلك لم يكن صخر الجرايواكي المتحول بعيدا" عنه في الاعجاز ..ففيه تجمع بلوري معدني لجزيئات عديمة اللون وبيضاء ورمادية وسوداء اللون لقطعة الكوارتيزيت ...تتجلى أبداع الترتيب والتكوين .." انا كل شىء خلقناه بقدر "
سورة القمر الاية 49 ..
وفي اتجاه مفضل ومعادن تزخر بألوان التعدد وتجمع رائع للون الابيض والرمادي والاسود ذات تداخل عالي .." الميكا " يبرز السؤال من الذي لونها وجمعها بهذا الشكل المتناسق ...أنها يد القدرة الالهية سبحانه .." هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه ..بل الظالمون في ضلال مبين " سورة لقمان 11 ..
وعن المعادن الاقتصادية المتكونة والباقية لمصلحة الانسان ..نجد خام الحديد المتواجد بشكل طبقات نتيجة التحول الرسوبي القديم كما في جبل أم النار في مصر .
وكذلك الالمنيت على شكل شرائح كبيرة في كتل صخور الجابرو في منطقة حماطة أو غلجة .. أما الكروم فينتشر في مناطق البرامية ووسط وجنوب الصحراء الشرقية
والذهب يتواجد على شكل سدود وعروق حاملة له ..والنحاس والرصاص والزنك في منطقة التكسير جنوب الصحراء الشرقية ...فان كان العلم قد ساعد الانسان على شكف هذه المعادن فقد ذكرها الله في كتابه مذ 14 قرنا" من الزمان ..
في النهاية ..".وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ..وما ربك بغافل عما تعملون "
ونحن نقرأها تفكرا" في سورة النمل 93 ... نزداد أيمان بكل آيات الله سبحانه ..[/color]===========================================================
وأنبتنا عليه شجرة من يقطين
بسم الله الرحمن الرحيم ::::::::::::::::::::
قال تعالى :
( وان يونس لمن المرسلين *اذ أبق الى افلك المشحون *فساهم فكان من المدحضين *فالتقمه الحوت وهو مليم *فلولا أن كان من المسبحين *للبث في بطبه الى يوم يبعثون *فنبذناه بالعراء وهو سقيم *وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * وأرسلنا الى مائة ألف أو يزيدون ) فس سورة الصافات الآية 139 ـــ 147
العبرة من هذه الآية مائلة الى لجوء يونس عليه السلام الى اللله سبحانه ..( فنادى في الظلامات انه لااله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين * فاستجبنا له وأنجيناه من الغم كذلك ننجي المؤمنين ) الانبياء الآية 87 ــ 88
شجرة اليقطين والذي تيبادر الى الأذهان اليوم كما هو معروف لدى علماء النبات والاختصاصيون أنها نبات ذات ساق وتاج متميز وطول معين ل
قال الله عز وجل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]
مقدمة تاريخية:
لاحظ الناس منذ القديم أن الأرض ساكنة تحت أقدامهم فظنوا بأن الأرض هي مركز الكون وأنها لا تتحرك، بينما دأبت الأجرام في السماوات التي ترصعها النجوم على الدوران من حولها، وقد قال بذلك العالم "بطليموس" وأيده كثيرون.
كما لاحظ بعض العلماء حركة الأرض حول الشمس فقال "أريستاركوس" (310-330 ق.م.) أن النجوم ثابتة وأن ما نراه من حركتها هو مجرد حركات ظاهرية ناجمة عن دوران الأرض ومركزية الشمس، ولكنه لم يؤيده في فكرته أحد، بل عارضوه.
كما قال الفيلسوف اليوناني "فيتاغورس" بدوران الأرض لكنه لم يتمكن أيضاً من إثبات نظريته، إلى أن جاء العالم الفلكي الإيطالي "غاليليو" في أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر والذي صنع منظاراً فلكياً ليشاهد به حركة الأرض، ثم جاء الفلكي "كبلر" في القرن السابع عشر الميلادي وقدّم الأدلة العلمية على دوران الأرض وسائر الأجرام السماوية
حقائق علمية:
- للأرض حركتان: واحدة حول نفسها (محورها الوهمي) وأخرى حول الشمس.
- تدور الأرض حول نفسها في مدة: 23 ساعة و56 دقيقة و4.096 ثانية، في حركة من الغرب إلى الشرق.
- تبلغ سرعة دوران الأرض في المنطقة الاستوائية 1670 كم في الساعة أي حوالي 465 متراً في الثانية، ثم تتباطأ مع خطوط العرض العليا حيث تصل إلى 312 متراً في الثانية عند درجة العرض 50، وتنعدم السرعة تماماً في القطبين.
- ينتج عن حركة الأرض المحورية (أي دورانها حول نفسها) ثلاثة ظواهر فلكية:
1- حودث الليل والنهار وتعاقبهما.
2- اختلاف التوقيت على سطح الأرض حسب شروق الشمس وغروبها.
3- نشوء القوة النابذة المركزية التي أدت إلى انتفاخ الأرض في المنطقة الاستوائية.
التفسير العلمي:
إن النظام الشمسي الذي نعيش فيه يؤلف وحدة محكمة البناء تضم الشمس وتسعة كواكب - وهي المعروفة حتى الآن - تسبح في مدارات مختلفة.
ويعتبر كوكب الأرض ثالث الكواكب بعداً عن الشمس وهو يتم دورته حولها في ثلاثمائة وستين يوماً وربع اليوم ( 365. 2564). جاء في الموسوعة الأكاديمية الأميركية: "إن الأرض تدور حول محورها ( Spinaxis ) في مدة يوم واحد، وتدور حول الشمس في مدة سنة واحدة..... ويبلغ متوسط سرعة دورانها حول الشمس 30 كلم/ث.
وتدور حول كواكب المجموعة الشمسية أقمار عدة عرف منها تسعة وأربعون (49) قمراً حتى الآن، إلا أنه يرجح وجود أقمار أخرى غير مكتشفة خاصة حول أورانس (Uranus) ونبتون (Neptune) اللذان هما من أكثر الكواكب بعداً عن الشمس. أما قمر الأرض فيتم دورته حولها في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة متدرجاً في أطواره أو - منازله - المختلفة.
هذا، وإن النظام الشمسي يشكل أيضاً مع أنظمة مشابهة وحدة أكبر تعرف بمجرة درب التبانة (Milky way) وتتخذ هذه الأذرع تجمعات ضخمة لملايين النجوم والأنظمة الشمسية والتي تدور أيضاً في مدارات مختلفة حول مركز المجرة بسرعات مختلفة، فالشمس -ومعها النظام الشمسي- تدور مع أذرع المجرة.
تقول الموسوعة العالمية للفلك: "تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
إن دوران الأرض في مدارها حول الشمس مما لم يعرفه علم الفلك حتى القرن السادس عشر، فيما وضع الفلكي البولوني نيقولاس كوبرنيكوس (Nicolas Copernicus) تصوره لكونٍ مركزه الشمس وتدور حولها الأرض والكواكب المعروفة آنذاك كما ذكرت الموسوعة البريطانية الجديدة. "حيث كان السائد قبلاً أن الأرض ثابتة في مركز الكون". ففي الموسوعة البريطانية الجديدة: " "في القرن الثاني بعد الميلاد وضع "كلوديوس بطليموس" (Claudius Ptolemaus) أحد أشهر الفلكيين الإغريق تصوره للأرض كمركز للكون، وقد ساد هذا التصور التفكير الفلكي أكثر من 1300 سنة".
وانتظر العالم حتى جاء "كبلر" في القرن السابع عشر الميلادي وأثبت الحقيقة العلمية وهي أن كل ما في الكون من نجوم وكواكب تابعة لها تدور في مسارات خاصة.
وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجد أن قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} فيه إشارة صريحة إلى أن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها ثابتة مستقرة. وها هو العلم يثبت أن الأرض تدور بمن عليها من مخلوقات جامدة وحية بنفس السرعة، فلذلك نحسب أن الجبال ثابتة، بينما هي في حقيقتها تدور مع الأرض، وقد ضرب العلماء مثلاً تقريبياً لذلك فإننا إذا تصورنا قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فإن الراكب في أحدهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر، يظنه جامداً لا يتحرك، وهكذا حركة الجبال مع الأرض.
فسبحان الله القائل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
مراجع علمية:
جاء في الموسوعة الأكاديمية الأميركية: "إن الأرض تدور حول محورها ( Spinaxis ) في مدة يوم واحد، وتدور حول الشمس في مدة سنة واحدة..... ويبلغ متوسط سرعة دورانها حول الشمس 30 كلم/ث"."وتدور حول كواكب المجموعة الشمسية أقمار عدة عرف منها تسعة وأربعون (49) قمراً حتى الان ; إلا أنه يرجح وجود أقمار أخرى غير مكتشفة خاصة حول أورانس ( Uranus ) ونبتون ( Neptune ) اللذان هما من أكثر الكواكب بعداً عن الشمس. أما قمر الأرض فيتم دورته حولها في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة متدرجاً في أطواره أو - منازله - المختلفة.
هذا، وإن النظام الشمسي يشكل أيضاً مع أنظمة مشابهة وحدة أكبر تعرف بمجرة درب التبانة ( Milky way ) وتتخذ هذه الأذرع تجمعات ضخمة لملايين النجوم والأنظمة الشمسية والتي تدور - أيضاً في مدارات مختلفة حول مركز المجرة بسرعات مختلفة، فالشمس- ومعها النظام الشمسي - تدور مع أذرع المجرة".
تقول الموسوعة العالمية للفلك: "تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
وعليه: فإن كلاً من الشمس والقمر والأرض يسبح في مدار خاص أو فلك - على ما في التعبير القرآني – خاص.
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو أنها أشارت لدوران الأرض من خلال دلالة قوله تعالى {وهي تمر مر السحاب} على ذلك، وهو ما كشف عنه العلم في القرن السابع عشر الميلادي
=========================================================
قال تعالى Sad فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس )التكوير (15 ـ16).
خنس : تعني في اللغة اختبأ و اختفى , و خنس صيغة مبالغة تعني أجرام مبالغ في اختفائها
يقسم الله سبحانه وهو غني عن القسم لعباده أقسم بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، و التي هي الثقوب السوداء و هي حالة من النجوم العملاقة تتركز عادة في قلب المجرات و تعتبر مراكز ثقل للمجرات وهي حالة كثيفة جداً للمادة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها ، تتكدس فيها المادة بحيث تتلاشى المسافات البينية بين مكونات الذرات لأن الذرة أغلبها فارغ ، و حجم المادة فيها ضئيل للغاية ، فإذا تلاشت المسافات بين اللبنات الأساسية للذرة تضائل حجمها تضائلاً شديداً حتى لا تكاد تدرك ،و بتكديس المادة في داخل النجم العملاق تصبح له جاذبية فوق التصور تحول دون انفلات الضوء منه ، و حينئذ يختفي هو و مركز ثقل المجرة ، لأن كل ما في المجرة من أجرام تترابط بجاذبية الثقب الأسود كمركز للثقل لها.
و لكي يتكون ثقب أسود لابد أن تنضغط كتلته تعادل السرعة الكونية أو سرعة الضوء ، و على سبيل التشبيه فإن نجماً في حجم الشمس التي يبلغ قطرها 1392000 كيلومتراً تحتاج إلى الانضغاط حتى يصبح قطرها 3 كيلومترات فقط كي تتحول إلى ثقب أسود .
أما الجوار الكنس قالوا الكنس في اللغة مثل خنس بمعنى اختبأ و اختفى أيضاً و لكن التكرار هنا ما معناه إذا إنه ليس للتأكيد ؟
ولذلك خلصت إلى أن الكنّس هن من الكنس بمعنى مسح صفحة السماء و ليست من الاختفاء .هذه النجوم هي من الكثافة بحي يزن ملء ملعقة شاي من مادتها حولي بليون طن تقريبا
تتم مراقبة النجوم النيوترونية على شكل مصادر راديوية نابضة تدعى بلسارات , وهي تدعى كذلك لأنها تدور حول محورها بسرعة مطلقة حزمتين موجتين تندفعان عبر السماء ويتم كشفها بشكل نباضات pulses قصيرة
ومن جهة أخرى , تتميز الثقوب السوداء بقوة جذبها التي تبلغ حدا لا يمكن معه حتى للأشعة الضوئية أن تفلت منها , لذلك تبقى الثقوب السوداء أجساما غير مرئية
ومع ذلك , يمكن كشفها في حال وجود نجم مرافق قريب منها , ذلك أن الثقوب السوداء تشد الغاز من النجم الآخر فينجذب إليها مشكلا قرص تنام يدوم حول الثقب الأسود بسرعة كبيرة فترتفع درجة حرارته ويطلق طاقة إشعاعية
أخيرا , تدوم المادة الغازية نحو الداخل وتعبر أفق الحدث - حدود الثقب الأسود - وتختفي بذلك نهائيا من الكون المرئي...
فسبحان الله....................=============================================================
فى خلق الانسان :-
والآن لِنَقُم برحلةٍ زمنيةٍ قصيرة، ونرجِعُ مدةً إلى الماضي، ولْندقِق معاً هذه الحكايةَ الرائعـة المليئـة بالمعجزات من البداية .
وَلْنشاهِدْ كيفَ كانَ حالُ الإنسانِ في حينٍ منَ الدهر.
كانت البداية خليةٌ واحدةٌ فقط في بطنِ الأم، وجودٌ عاجزٌ ومحتاجٌ إلى حماية، أصغرُ من حبيبةِ ملحٍ واحدة .
أنتم أيضاً كنتم عبارةً عن هذهِ الخليةِ الصغيرةِ مثلما كلُّ الناسِ الآخرينَ على وجهِ الأرض.
بعد فترة انقسَمَتْ هذهِ الخليةُ وأصبحتِ اثنتَين، ثمَ انقسمت مرةً أخرى وأصبحت أربعَ خلايا، ثم ثماني، ثم ستَ عشرة.
استمرتِ الخلايا بالتكاثر، ثم ظهرتْ أولاً قطعةُ لحم، ثم أخذت قطعةُ اللحم هذه شكلاً وأصبحت لها يدانِ ورِجلانِ وعينان، فالخليةُ الأولى كبُرت مئةَ مليارِ ضِعف، وأخذت وزناً بستةِ مليارِ ضِعف.
فالتي كانت قطرةَ ماءٍ فقط في السابق، أجرى اللهُ تعالى فيها معجزاتٍ عدة، فخلقَ منها الإنسانَ الذي يقرأ هذه الكلمات.
وقد بيَّن القرآنُ الكريمُ كيفَ خُلقَ الإنسان.
قال تعالى Sad أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )(القيامة 36-40).
خَلْقُ الإنسان
الناسُ المنغمسونَ في نُزعَةِ الحياةِ اليومية، يسيرونَ لا مبالينَ بالمُعجزةِ المُهمَّةِ المُتَحَقِّقَةِ أمامَ أعينِهم، هذه المعجزةُ هي خلقُ الإنسان.
تبدأُ أولُ مرحلةٍ في معجزةِ الخلقِ بنُضجِ خليَّةِ البويضةِ في عضوٍ في جسمِ المرأةِ يسمى المَبيض، هناكَ رحلةٌ طويلةٌ أمامَ البويضةِ الناضجة، ستدخُلُ أولاً أنبوبَ فالوب وهنا ستقطَعُ مسافةً طويلةً حتى تصلَ إلى الرَّحِم
يبدأُ أنبوبُ فالوب بالحركةِ للإمساكِ بالبويضةِ الناضجةِ قبل خروجِها من المبيضِ بمُدَّةٍ قصيرة، ويُحاولُ إيجادَ خليةِ البويضةِ عن طريقِ لمَساتٍ خفيفةٍ على المبيضِ، ونتيجةَ هذا البحثِ يجدُ أُنبوبُ fallop البويضةَ الناضجةَ ويسحبُها لِداخِلِه، وحينئذٍ تبدأُ رِحلةُ خليةِ البويضة.
يتوجبُ على البويضةِ قطعُ طريقٍ طويلٍ عَبْرَ أُنبوبِ fallop، لكن ليس لها أيُ عُضوٍ يؤمِّنُ لها قَطْعَ هذا الطريقِ كالزعانفِ أو الأرجل، ولهذا خُلقَ لرحلتِها نظامٌ خاصّ، فقد وُظِفَت ملياراتُ الخلايا التي توجدُ في السطحِ الداخليِ لأنبوبِ fallop لإيصالِ البويضةِ إلى الرَّحِم.
تحرِّكُ الخلايا هذه الشعيراتِ الموجودةَ على سطحِها المسماة بـ siliya نحوَ الرَّحِمِ بِاستمرار، وهكذا تُحمَلُ خليةُ البويضةِ من يدٍ إلى يدٍ إلى الجهةِ التي يجبُ ذهابُها نحوَهُ كحِملٍ ثمينٍ جداً.
عندَ ملاحظةِ هذهِ الشعيراتِ نجِدُها قد نُسِّقَت في المكانِ والشكلِ الذي يجبُ أن تكونَ عليهِ ضِمنَ خُطَّةٍ ذكيةٍ جداً، وتقومُ بحركةِ نقلٍ معاً وإلى الجهةِ نفسِها وكأنَّها آلةٌ مبرمَجَة، فلو لم يقُمْ قِسمٌ من هذهِ الخلايا بمهمته أو قامَ بنقلِها إلى جهاتٍ مختلفةٍ لن تصِلَ البويضةُ إلى هدفِها، ولا تتحققُ الولادةُ أبداً.
ولكنَّ خلقَ اللهِ تامّ، فَكُلُّ خليَّةٍ تنفِّذُ مُهِمَّتَها التي أُوكِلَت إليها دونَ أيِ خطأ، وهكذا تتقدَّمُ إلى المكانِ المُجَهَّزِ خصوصاً لأجلِ البويضةِ أي إلى رَحِمِ الأم.
لكنَّ خليةَ البويضةِ المنقولةِ بِدِقَّةٍ بِهَذا الشَكلِ عُمرُها لا يتجاوزُ أربعاً وعِشرينَ ساعة، وتموتُ ما لم تُلقَّح في هذهِ المُدة.
وتحتاجُ إلى مادَّةٍ حياتيةٍ للتلقيح :
النُطفةُ التي تأتي من جسمِ الرجل.
تصميمُ النطفة
النُطفةُ: خليَّةٌ موظَّفَةٌ لإيصالِ معلومَةِ الذَّكَرِ الوراثيَّةِ إلى خليةِ البويضةِ في الأنثى.
إذا دقَّقنا عن كثب، نرى جهازاً مُصَمَّماً بشكلٍ خاصٍّ لحملِ هذهِ النُّطفة
فالقِسمُ الأماميُّ للنُطفَةِ مغطى بِدِرعٍ واقٍ وتحتَهُ دِرْعٌ ثانٍ، وتَحتَ هذا الدِرعِ الثاني أيضاً يوجدُ ما يشبِهُ الشاحِنَةَ التي تحمِلُ النُطفة.
ويوجد داخلَ هذه الشاحنة ثلاثةٌ وعِشرونَ صبغياً عائداً للرجل.
جميعُ المعلوماتِ العائدةِ لجِسمِ الإنسانِ وأدقِّ تفاصيلِه مخفيٌّ في هذه الصبغيات، ولظهورِ إنسانٍ جديدٍ يجبُ أن تَتَّحِدَ الصِبغياتُ الثلاثةُ والعِشرون الموجودةُ في نُطفَةِ الرجلِ مع الصبغيات الثلاثةِ والعِشرين الموجودةِ في بويضةِ المرأة، وهكذا سيظهَرُ أولُ تكوينٍ لجِسمِ الإنسانِ من ستةٍ وأربعين صبغياً.
تصميمُ الدِرعِ الموجودِ في الجِهةِ الأماميَّةِ لِلنُطْفَة سَيَحمي هَذا الحِملَ الثَمينَ طَوالَ هذه المسافةِ الطويلةِ من جميعِ أنواعِ الأخطار.
وتصميمُ النطفةِ غيرُ محصورٍ بهذا فقط، فهناكَ في القِسمِ الأوسطِ للنُطفةِ محرِّكٌ قويٌ جِداً، ويرتبِطُ بِطَرَفِ هذا المحرِكِ قسم ذيل للنطفة.
القوةُ التي ينتجُها المحركُ تدوِّرُ الذيلَ كالمِروحةِ، وتؤمِّنُ للنطفةِ قطعَ الطريقِ بسرعة.
ولوجودِ هذا المحرِكِ لا بُدَّ من وَقودٍ لتشغيلِه، وقد حُسبت هذه الحاجَةُ أيضاً فرُتّب لهُ الوقودُ الأكثرُ اقتصاداً أي سُكر ال fruktoz على السائل الذي يحيط بالنطفة.
وهكذا فقد تَمَّ تَوفيرُ وَقودُ المُحَرِّكِ خلالَ الطريقِ الذي ستقطَعُهُ النُطفَة.
بفضلِ هذا التصميمِ الكامِلِ تَقطَعُ النطفةُ طريقاً نحوَ البويضةِ بسرعة.
عندَ ملاحظةِ حجمِ النُطفةِ بالنِسبَةِ إلى المَسافَةِ التي قطعتها تظهَرُ حركتُها السريعةُ التي تُشبه قارِبَ السباق.
هذا الجهازُ المدهشُ ينتَجُ بمهارَةٍ كبيرة، حيثُ يوجدُ داخلَ كلِّ خِصيةٍ - مركزُ إنتاجِ النُطَف - أقنيةٌ مِجهريةٌ يصلُ طولُها إلى خمسِمِئَةِ متر.
الإنتاجُ في هذهِ الأقنية يُشبِهُ تماماً نِظامَ السِّكةِ الحديديةِ المستخدَمَةِ في المعامِلِ الحديثة، فأقسامُ النُطفةِ من دِرعٍ ومحركٍ وذيلٍ تُركَّبُ معَ بعضِها على الترتيب.
وفي النهايةِ تظهَرُ روعة الهندسة الكاملة.
علينا التفكيرُ ولو قليلاً في هذهِ الحقيقة.. كيف عَرَفتِ الخلايا التي لا وعيَ لها طريقةَ تجهيزِ النُطفةِ بشكلٍ يتناسبُ معَ جِسمِ الأُمِّ رغمَ جَهلِها بِها تماماً ؟
كيف تعلمتِ النُطَفُ صُنعَ الدِرعِ والمُحَرِّكِ والذيلِ حَسَبَ حاجَةِ جِسمِ الأُم؟
بأيِ عقلٍ تتركَّبُ هذه القِطَعُ بالترتيبِ الصحيح؟
من أين تعلَمُ أنَّ النُطَفَ ستحتاجُ إلى سكرِ ال fruktoz؟
كيف تعلّمت صنعَ محرِّكٍ يعملُ بسكَّرِ ال froktoz؟
هناكَ جوابٌ واحدٌ فقط لكلِّ هذهِ الأسئلة ...
النُطَفُ والسائلُ المرتَّبُ داخلَها خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلّ بشكلٍ خاصّ لاستمرارِ نَسْلِ الإنسان.
الدكتور البروفيسور جواد بابونا الطبيب في كلية الطب في جامعة استانبول المختصُّ بأمراضِ النساءِ والتوليد، والوزيرُ السابقْ علَّقَ على خصائصِ النطفةِ بقولِهْ: "خلايا النطفةِ منتَجَةٌ في جِسمِ الأب، أمَّا مُهِماتُها فلا تتحقَّقُ إلا في جِسمِ الأم، ولا تملِكُ أيُ نُطفةٍ منذُ تاريخِ البشريةِ العودةَ إلى جسمِ الأبِ مرةً أخرى بعدَ إنهاءِ مهمتِها في جِسمِ الأمِّ لإخبارِ الخلايا المنتِجَةِ لها عن مهمتِها وما فعلتْهُ وعنِ الأحداثِ التي واجهتها.
في تلكَ الحالةِ كيفَ تكونُ خليةُ النُطفةِ ذاتَ بُنيَةٍ مختلفةٍ تماماً عن آلافِ أنواعِ الخلايا الموجودةِ في بنيةِ الأب، من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفةِ أن تذهبَ بالحِملِ الوراثيِ الذي أخذته من الأبِ إلى بنيةٍ ستُرزَقُ الحياةَ بعدَ مُدَّةٍ بحملِ دِرعٍ في مقدمتِه ؟
من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفَةِ أنَّهُ يلزَمُها ثَقبُ ذلكَ الغشاءِ الرقيقِ فتأخذُ معَها أسلحةً كيميائيةً مرتَّبَةً خلفَ الدِرع؟
كما ترَون لا يمكنُ أن تكونَ جميعُ عناصِرِ هذه الآلية، والحوادثِ التي تكلفت بها، والمُهماتِ التي تقوم بها النطفةُ مصادفةً، ولا يمكِنُ أن تكونَ المعرفةُ جاءت عن طريقِ التَكرار.
هذا دليلٌ واضحٌ على أن اللهَ ألهمَها هذه المهمةَ وعلَّمَها كيفيةَ الإتيانِ بها على أكملِ وجه.
هذا التصميمُ الخارِقُ في النطفةِ وَحدَهُ مُعجِزَةُ خَلقٍ كبيرةٌ، وهكذا يشدُّ اللهُ تعالى انتباهَنا إلى خلقِ هذهِ النطفةِ في آيةٍ قرآنيةٍ بقولِه:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} (الواقعة 57-59).
رحلة النطفة الشاقة :
يُرسَلُ إلى رَحِمِ الأمِّ في المرةِ الواحدةِ ما يقارِبُ المئتين وخمسين مليونِ نُطفَة، حُدد هذا العددُ بهذهِ الكَثرةِ بشكلٍ خاصّ ؛ لأنَّ النطفَ تواجِهُ أخطاراً مميتَةً بمجردِ دخولِها إلى الرَحِم .
فهناكَ خليطٌ حمضيٌ كثيفٌ في العضوِ التناسليِ للمرأةِ تمنَعُ وصولَ البكتريا، هذا الخليطُ قاتلٌ بالنسبةِ للنطفِ أيضاً، فبعدَ دقائقَ عِدَّة يُغَطى جدارُ الرحمِ بملايينِ النطفِ الميتة، وبعدَ عدةِ ساعاتٍ يكونُ قسمٌ كبيرٌ منَ المئتين وخمسين مليون نطفةٍ ميتاً.
الخليطُ الحَمضيُّ هذا مهمٌ جداً لصِحَّةِ الأمِّ وقويٌّ جِداً بحيثُ يستطيعُ قتلَ كلِّ النطفِ الداخلةِ إلى الرحِمِ بسهولة.
فيهذهِ الحالةِ لن يتحققَ التلقيحُ أبداً، وينتهي نسلُ الإنسان.
لكنَّهُ أخذَ الاحتياطَ الضروريَ أيضاً، فأثناءَ إنتاجِ النُطَفِ في جِسمِ الرجلِ يضافُ إلى السائِلِ المحتوي على النُّطَفِ الخليطُ الذي يحمِلُ خاصيةً قُلوية (Bace )، هذا الخليطُ يزيلُ قِسماً من تأثيرِ الخليطِ الحمضيِ في رحمِ الأم، وبفضلِ هذا الخليطِ تستطيعُ آلافُ النطفِ الوصولَ إلى مدخَلِ قناةِ فالوب مروراً برحِمِ الأم.
ولقد لاحظ العلماء أن النطف جميعاً تتجه إلى جهة واحدة ؟
إذاً كيف تجدُ الجهةَ الصحيحةَ هذه؟ من أينَ تعرِفُ مكانَ البويضة التي بحجمِ حبيبةِ المِلح؟..
تجدُ النطفةُ مكانَ البويضةِ لأنَّ نظاماً كاملاًَ آخرَ خُلِقَ وتدخَّلَ لأجلِها.
ترسِلُ البويضةُ إشارةً كيميائيةً لتشُدَّ إليها النطفَ البعيدةَ عنها بما يقارب خمسةَ عشَر سنتيمتراً، فالنطفُ بفضلِ هذهِ الإشارةِ تتَّجِهُ نحوَ البويضة، باختصار... تدعو البويضةُ إليها النطفَ التي لا تعرِفُ عنها أيَ شيء، ولم تقابِلها من قبلُ أبداً، وتتراسلُ الخليتانِ الغريبتانِ اللتانِ لا تعرفانِ بعضَهما .
هذه الحقيقةُ دليلٌ آخرُ أيضاً على خلقِ البويضةِ والنطفةِ بتناسقٍ كبيرٍ معَ بعضِهما.
اللقاء الكبير
وفي النهايةِ تستطيعُ مئاتُ فقط الوصولَ إلى البويضة، غيرَ أنه لم ينتهِ السباقُ حتى الآن، فلا تقبل البويضةُ إلا نطفةً واحدةً فقط، ولهذا يبدأُ سباقٌ جديد، هناكَ عائقانِ مهمانِ جداً أمامَ النطفِ: الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة، وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حدٍ كبير.
خلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هذين العائقين
فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة، إنها أكياس الأنزيم المذيبة و التي تسمى بالهيالورونيديز ، هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة أي الطبقة الحامية بإذابتها
فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة، وتتقدم في الطبقة يتآكل درعه شيئاً فشيئاً ثم يتفتت ويتبعثر، أما تفتت درعه هذا فهو جزء من الخطة المنفّذة الكاملة
لأنه بفضل هذا التفتت ستبدأ أكياس الأنزيم الثانية الموجودة داخل النطفة بالظهور.
وهذا يؤمن اجتياز آخر عائق تواجه النطفة أي ثقب قشرة البويضة.
الآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الالكتروني، فللنطفة درع أحمر، يذوب هذا الدرع تدريجياً وتجتاز النطفة قشر ة البويضة إلى الداخل...
التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة غير محصور بهذا فقط، ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة تتحقق معجزة أخرى .
فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة وراؤها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا، وهذا مهم جداً، لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل، فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها.
ترك النطفة ذيلها يشبه عمليات مكوك الفضاء، والصاروخ المرسل إليه، حيث تُترك المحركات وخزانات الطاقة عندما لم يبق لها حاجة أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي.
حسناً.. كيف تقوم نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق ؟
بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن.
غير أن النطفة جهاز بيولوجي لا تشعر بما حولها، ولا تملك أي عقل أو علم، الخالق سبحانه الله تعالى نسق معها أيضاً نظاماً يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح.
تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارجاً بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب، وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية.
ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة المستقلة عن بعضها البعض بنظام عمل متناسق أوصلت المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل، إلى البويضة في جسم المرأة، وكما نرى فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كاملة،
هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان، وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل دلائل واضحة على خلق الإنسان من قبل الله تعالى.
بالنتيجة نجد أن الذي قام بعملية تلقيح البويضة هو عبارة عن نطفة واحدة تمكنت من الوصول إلى البويضة وثقبت جدارها الخارجي و لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف و أربعمئة سنة هذه الحقيقة بقوله " ما من كل الماء يكون الولد ، و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء "رواه مسلم في كتاب النكاح ، باب العزل .
العلق
تقوم نطفة الرجل بالاتحاد مع البويضة، فتصبح المعلومة الوراثية للنطفة والبويضة إلى جانب بعضها بعضاً.
وتتحقق واحدة من أكبر المعجزات على وجه الأرض، حيث يتحقق اختلاط معلومتين وراثيتين واجتماعهما لتكوين إنسان جديد، وتحقق اللقاء...
ربما يكون تصديقه صعباً، إلا أنه يوجد داخل هذه الخلية جميع المعلومات العائدة للإنسان الذي لم يولد بعد.
عين الطفل الذي سيولد، جلده، لون شعره، وشكل وجهه، وجميع الخصائص الفيزيائية له مشفّرة هنا.
إلا أنه ليس مظهره الخارجي فقط بل حُدد هيكله وأعضاؤه الداخلية جلده، عروقه، وحتى أشكال خلايا الدم التي تدور في عروقه إلى عددها العائدة للجنين إلى جميع التفاصيل.
خصائص الإنسان في السّن السابعة وحتى خصائصه في سن السبعين كل شيء وضحت وكتبت داخل هذه الخلية .
تقوم الخلية بعد التلقيح بمدة قصيرة بتصرف آخر محيّر جداً، تنقسم وتكوّن خليتين حديثتين، ثم تنقسم هذه الخلايا مرة أخرى وتصبح أربعة، فقد بدأ الآن تكوين إنسان جديد.
ولكن ... لماذا تتخذ الخلية قرار الانقسام هذا ؟
لماذا تتكلف وتقوم بمهمة تكوين الإنسان؟
من أعطى الخلية معلومة هذا التكوين؟
هذه الأسئلة توصلنا إلى وجود الله تعالى صاحب العلم والقدرة اللا متناهيتين، خالق الخلية، والإنسان الموجود داخل الخلية، والعالم الذي يوجد فيه الإنسان وجميع الكون، خالقهم من العدم.
في هذه الصور نشاهد رحلة الخلايا التي تنقسم وتتكاثر باستمرار داخل أنبوب fallop، كتلة الخلايا هذه يقال لها منذ الآن بيضة ملقحة، أثناء انقسام وتكاثر الخلايا التي داخل البيضة الملقحة تتحقق حادثة أخرى محيرة أيضاً.
تبدأ بعض الخلايا بالتمايز عن الأخرى، أثناء تجمع الخلايا القديمة في المركز، فإن الخلايا المتمايزة تحيط حولها، وبعد مدة قصيرة ستكوِّن مجموعة الخلايا المركزية الجنين، يعني أول حال الطفل الذي سيولد، وستكون المجموعة التي حولها المشيمة التي ستغذي الجنين.
بدءُ الخلايا فجأة بالتمايز، واتخاذها قرار تكوين الجنين أو المشيمة تعد معجزة كبيرة في الأوساط العلمية، فهناك أمر مخفيٌّ يُعمل في هذه الخلايا.
تصل البيضة الملقحة بعد أربعة أيام من تلقيحها إلى المكان الذي جهّز خاصة لأجلها يعني إلى رحم الأم، ويلزم تمسكها بالرحم لعدم سقوطها خارج الجسم، إلا أن البيضة الملقحة ليست إلا كتلة دائرية مكونة من الخلايا الشبيهة ببعضها وليس لها أي نتوء أو ممسك خاص يؤمن لها التعلق بمكان ما، فإذاً كيف تستطيع التمسك بجدار الرحم؟
وهذا أيضاً قد حُسب له حسابه.....
عند وصول البيضة الملقحة إلى رحم الأم يتدخل نظام خاص آخر.
هذا الصور الملتقطة بالمجهر الإلكتروني تظهر البيضة الملقحة التي وصلت قبل لحظات إلى رحم الأم، تفرز الخلايا الموجودة في السطح الخارجي للبيضة الملقحة أنزيمات خاصة تذيب جدار الرحم، وبذلك تتمسك البيضة الملقحة بالرحم بشدة وتنجو من سقوطها خارج الرحم.
وجود الخلايا على سطح البيضة الملقحة في المكان اللازم وإفرازه الإنزيم اللازم يوضح مرة أخرى كون خلقه بدون نقصان .
بفضل هذه الخلقة الكاملة تنغرز البيضة الملقحة في جدار الرحم.
هذا المخلوق الجديد الذي يكبر بتمسكه بالرحم يسمى منذ الآن بالجنين.
هذه الحقيقة التي اكتشفتها البيولوجيا الحديثة ذكرت في القرآن الكريم فعندما يذكر الله تعالى أول مرحلة للطفل في رحم الأم يستخدم كلمة العلق قال تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ.اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق:1- 3) .
أما كلمة العلق بالعربية فيقال للشيء المتمسك بمكان والمتعلق به، وحتى أصل كلمة العلق يستخدم للتعريف عن بعض الطفيليات التي تلتصق بالجلد وتمصّ الدم من ذلك المكان.
استخدم البيان الإلهي كلمة العلق لتعريف البيضة الملقحة في رحم الأم في الوقت الذي كانت المعلومات البيولوجية للناس ضئيلة جداً.
التمايز( مرحلة المضغة):
يعيش في عالمنا الذي هو كوكب مليء بالحياة أنواع لا تحصى من الكائنات وحيدات الخلية، وحيدات الخلية جميعها تتكاثر عن طريق الانقسام وتكوّن نسخة عنها أثناء انقسامها.
الجنين النامي في رحم الأم يبدأ الحياة بخلية واحدة تتكاثر هذه الخلية بنسخ نفسها كذلك.
تنموا هذه الكتلة تتمايز وتتخصص بالتدريج لتكون براعم الرأس والدماغ والقلب والأطراف والعظام وتسمى هذه المرحلة علمياَ بـ EMBRYO وبالنظر إلى شكلها فهي تشبه قطعة لحم أو لبان ممضوغة ولقد سماها القرآن الكريم بلفظ مضغة قال تعالى : ( فخلقنا المضغة عظاماً ..).
وهنا لولا تدخل تنظيم خاص للزم من انقسام خلايا المولود ظهور كتلة لحم مؤلفة من خلايا متشابهة وليس إنساناً.
لكنه لا يحصل شيء كهذا لأن الخلايا ليست عاطلة إلى هذا الحد.
بل تبدأ النطفة والبويضة بعد الالتقاء بأسابيع بالتمايز عن بعضها بأمر خفي أعطي لهم
إن هذا التغير يعتبرها علماء الأجنة معجزة هائلة، فالخلايا التي لا وعي لها بدأت بإنشاء الأعضاء الداخلية والهيكل والدماغ.
ففي هذه المرحلة تبدأ خلايا الدماغ بالتكون هذه الصور التي نراها في هذه الصور ملتقطة بالمجهر الإلكتروني، تظهر أول تشكل الدماغ.
تنموا خلايا الدماغ ويزداد عددها بسرعة، وفي نهاية هذا الإنشاء يصبح الجنين ذو 10 مليارات من خلايا الدماغ.
كل خلية جديدة تتصرف بمعرفة سابقة إلى أين ترجع، ومع أي الخلايا يجب أن ترتبط، كل خلية تجد مكانها بين احتمالات لا حصر لها، وترتبط مع الخلايا التي يجب أن ترتبط معها.
يوجد في الدماغ 100 تريليون صلة وصلة لتستطيع الخلايا صنع ترليونات الوصلات هذه بالشكل الصحيح يجب أن تملك عقلاً يفوق عقل الإنسان بكثير
غير أنه ليس لهذه الخلايا أي عقل.
ليس فقط خلايا الدماغ، بل كل واحدة من الخلايا المتكاثرة بانقسامها داخل الجنين تقوم برحلة من أول مكان تكوّنت منه نحو النطفة التي يجب أن تتواجد فيها، وكل واحدة تجد المكان المخطط لها، وهنا تقوم بالارتباط بالخلايا التي يجب أن ترتبط معها.
حسناً .. هذه الخلايا التي ليس لها أي وعي .. فمن يتتبع هذه الخطة الذكية ؟
يجيب الدكتور البرفيسور جواد بابونا على هذا السؤال بقوله:
" كيف تقوم جميع هذه الخلايا المتشابهة مع بعضها برحلة فجأة وكأنها تلقت أمراً من مكان واحد، وتذهب كلها إلى أماكن مختلفة تعمل على تكوين أعضاء مختلفة، هذا يبين بشكل واضح أن هذه الخلايا المتماثلة خلايا لا تعرف ما ستفعله، الخلايا متماثلة والـDNA الوراثية كلها تشكّل بعضها الدماغ، وبعضها القلب، وبعضها تشكل الأعضاء الأخرى إن الذي يوجها هو الله وحدة خالق السماوات والأرض .
يدوم التكوين في رحم الأم، تبدأ بعض الخلايا المتغيرة بالانقباض والانبساط فجأة.
وبعد ذلك تجتمع مئات آلاف هذه الخلايا في مكان واحد، لتكوّن القلب .....
هذا القلب سيستمر بالخفقان طوال العمر.
بعض الخلايا المستقلة عن بعضها تتماسك ببعضها، وتقيم ارتباطات فيما بينها وتشكل خلايا العروق.
ترى... من أين تعلمت هذه الخلايا وجوب تكوين العروق وكيفية القيام بهذا؟
هذه من الأسئلة التي لم يوجد لها جواب في الأوساط العلمية
في النهاية تصنع خلايا العروق نظام أنبوبي رائع ليس عليه أي ثقب أو شق.
السطح الداخلي للعروق أملس، وكأنه صنع بيد صانع ماهر.
نظام العروق الرائع هذا سيبدأ بعد مدة بنقل الدم لجميع جسم الجنين ويبلغ طول شبكه العروق كلها (40000كم)، وهذه المسافة تساوي الطول الكامل لمحيط الأرض.
يستمر النمو في بطن الأم دون توقف، وتصل أطراف الجنين في نهاية الأسبوع الخامس إلى حال تشبه النتوء كما في الصور .
هذا النتوء سيصبح يداً بعد مدة، تبدأ بعض الخلايا بصنع الأيدي.
إلا أنه يقوم قسم من الخلايا بعد مدة بعمل محير جداً: تقوم الآلاف من الخلايا بتضحية جماعية.
ترى .. لماذا تقدم الخلايا أنفسها ؟
هذه التضحية تخدم هدفاً مهماً جداً، أجسام الخلايا الميتة على خط معين ضروري لتكوين الأصابع، وتأكل الأخرى الخلايا الميتة وتتشكل في هذه المناطق الفراغات اللازمة بين الأصابع.
حسناً.. لماذا تقوم آلاف الخلايا بتضحية كهذه؟ كيف تقوم الخلية بالتضحية بنفسها ليصبح الطفل المولود ذو أصابع في المستقبل؟
من أين عرفت الخلية أنها بهذه التضحية تخدم هدفاً كهذا؟
كل هذا يوضح مرة أخرى أن جميع الخلايا المكوّنة للإنسان موجّهة من قبل الله تعالى.
وفي هذه الأثناء تبدأ بعض الخلايا بصنع الساق.
لا تعرف الخلايا أن الجنين سيحتاج إلى المشي على الأرض، رغم ذلك تكون الساق والأرجل.
هذه صورة تمثل وجه إنسان ذو أربعة أسابيع.
في هذه المرحلة تتكون حفرتان في جانبي رأس الجنين، تصديقه صعب، لكن في هذين الحفرتين ستُنشأ العينان.
يبدأ تشكل الأعين في الأسبوع السادس وتعمل الخلايا طوال الأشهر داخل خطة لا يستوعبها العقل وتكّون أقسام العين المختلفة..بتتابع رتيب.
تصنع بعض الخلايا القرنية وبعضها الحدقة، وبعضها العدسة، تقف كل خلية عند وصولها إلى حد انتهاء القسم الذي يتوجب عليها صنعها، وتنشأ العين المكونة من 40 طبقة مختلفة بشكلٍ كامل...
وهكذا فالعين التي تعد أفضل كاميرا في العالم تُخلق في بطن الأم من العدم، فقد حُسب بأن الإنسان الذي سوف يولد عندما يفتح عينيه سيقابل عالماً ملوناً خُلقت العين من أجله متناسباً مع هذا العالم.
وقد حسبت الأصوات التي سيسمعها، والأنغام التي سيستمع إليها أيضاً، والأذن التي ستسمع هذه الأصوات كذلك تنشأ في بطن الأم حيث تشكل الخلايا أفضل جهاز لاقط للصوت على وجه الأرض.
وهذا يذكرنا مرة أخرى أن السمع والبصر من النعم الكبيرة التي منحها الله تعالى للإنسان، بذلك يتفضل الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .
معجزات القرآنجميع المعلومات التي شرحناها حتى الآن في موضوع تطور الجنين في رحم الأم اكتشفت بالبحوث في مطلع هذا القرن وبالعودة إلى الاعتقادات التي كانت سائدة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم كانت بعيدة تماماً عن الحقيقة العلمية وكانت أقرب إلى الخرافة فقد كان الاعتقاد السائد مثلاً في عصر أرسطو 384 ـ 322 أن الجنين موجود في نظاف الرجل مخلقاً وكاملاً ولكنه صغير جداً فلا نراه ثم ينموا بالتدريج داخل الرحم تماماً كما تنمو بذرة أي نبات .
أما القرآن الكريم فيقول : بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان:2). وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا أخرج الإمام أحمد في مسنده( مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي قال فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد موضوع حلقة اليوم هو محور سورة يخلق الإنسان قال يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نظفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول من قبلك) مسند أحمد 4206رواته ثقات إلا حسين بن الحسن قال فيه البخاري فيه نظر ولكن ابن حبان وثقه.
ولم يتوصل العلم إلى حقيقة أن الإنسان يتكون من نطفة الرجل وبويضة المرأة إلا في سنة 1775م على يد العالم الإيطالي "سبالانزاني" Spallanzani . وفي عام 1783 تمكن "فان بندن" Van Beneden من إثبات هذه المقولة وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم. كما أثبت "بوفري" Boveri بين عامي 1888 و1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسوم
===========================================================
وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت
الحمد لله القائل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق "
عندما تعزم على قراءة القرآن وتصل الى الآية الواحد والثالث والاربعين من سورة العنكبوت التي تقول .." مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا" وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " تستوقفك تلك الآيات الحكيمة ..وتسعى للتفاسير لتتأمل التأويل المناسب لها ولتنوير الأذهان اليكم المعاني الواردة بتلك التفاسير ...
روح البيان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القران العظيم للقرشي الدمشقي وجامع البيان للطبري و تفسير فتح القدير للشوكاني وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي وصفوة التفسير للصابوني وتفسير أبو السعود للعمادي وفتح البيان في مقاصد القران وزاد المسير في علم التفسير للجوزي والضوء المنير على التفسير للصالحي ..وجدت انها أجمعت على أن المقصود من بيت العنكبوت : هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا" لها ووصفت كتب التفاسير :
1. على انها لاتغنى شيئا" (الطبري )
2. أضعف البيوت لايقيها الحر والبرد( القرطبي )
3. ضعيف ووهن ( ابن كثير )
4. ضعيف ( ابن حيان الاندلسي )
5. لا بيت أضعف منه ( الشوكاني )
6. من أضعف البيوت ( السعدي )
7. أضعف البيوت لتفاهته وحقارته ( الصابوني )
8. لا يرى شيئا" يدانيه ي الوهن ( العمادي )
9. لا بيت أضعف منه ولا أوهن منه ( القنوجي البخاري )
10. أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي )
11. لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام ( البروسوي )
12. ضعيف ووهن ( ابن كثير القرشي الدمشقي )
تحديد معنى كلمة أولياء كما جاءت بكتاب الله سبحانه :
وردت الكلمة ثلاثا" وثلاثين مرة وجاءت في عشرين موضعا" على أنها
الكافرون ..
الذين كفروا...
المنافقين ...
اليهود والنصارى ...
الذين أوتوا الكاتب ...
الشياطين ....
أبليس وذريته ...
الظالمون ...
الذين هادوا ...
الذين أمنوا ...
الذين هاجروا والذين آووا ونصروا ...
الاباء والاخوان من الكفار...
المؤمنون والمؤمنات ...
عباد الله الصالحين ...ولم ينص في الآيات الاشارة الى أن الاولياء من الاصنام والاوثان ...
ومن الحقائق العلمية ان خيوط العنكبوت الحريرية تتكون من البروتين الذي يتم تصنيعه في غدد الحرير , والحرير المنتج قوي ومتين أشد متانه من الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله دون أن ينقطع ..ويد كذلك من اقوي الالياف الطبيعية على الاطلاق . وقوة هذه الشبكة تستطع ايقاف نحلة يزيد حجمها مرات حجم العنكبوت وهي تطير بسرعة 22 كم في الساعة دون أن تتأثر أو تتمزق ..وتقوم احدى الشركات الكندية بصنع خيوط طبية من نسيج العنكبوت وحبال لصيد الاسماك وألبسه واقية من الرصاص ..وكذلك قد قام سكان جزر السلمون قديما" بصنع شباك صيد الأسماك من تلك الخيوط .
حقائق علمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية :
أمة من الأمم يوجد منها أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب .. تتفاوت بالاحجام والاشكال ونمط المعيشة .. يغلب عليها العيش الفردي والعدائية لبعضها بعضا" ..
وفئة قليلة جدا" تعيش جماعات ..؟؟
الانثى أكبر حجما" من الذكور .. بعد مرحلة التزاوج يقوم الذكر في الغالب هجر عش الانثى خوفا" من أن تقوم بقتله .. وحادثة قتل الذكر مشهوره لدى الارملة السوداء (نوع من العناكب ) حيث تقوم بقتل الذكر عند انتهاء عملية التلقيح ..لذا سميت بهذا الاسم ( الارملة السوداء ) ...
عند بعض الانواع تترك الانثى الذكر ليعيش حتى يتمكن الابناء من قتله بعد أن يخرجوا من البيض .
أنواع أخرى .. تقوم الاناث بتغذية صغارها حتى اذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها
اذن البناء الاجتماعي والعلاقات الاسرية في بيت العنكبوت تتصف أنها مبنية على مصالح مؤقته ..سرعان ما تنقلب عداء .. هذه العلاقات الهشة والضعيفة يجعل من البيت العنكبوتي بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة ..
مناقشة :
بعض كتب التفسير ذهب ابلى أن المقصود هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله سبحانه يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند الحاجة اليهم , ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتا" لا يغنى عنها شيئا" عند حاجتها اليه ,
البعض كذلك قال أن الاولياء من الاصنام والاوثان .. في حين أن أغلب المواضع (20 من أصل 33 ) أشارة انهم من الاحياء ..وهي متوافقة مع لغة العربحيث تعنى الولاية النصرة والقدرة على الفعل والمحب والصديق والنصيروكلها أفعال لاتصدر من جماد ...
وصف الله مطابق تماما" لمثل الاولياء الذين يتخذون المصالح الدنيوية لتحقيق رغباتهم حتى اذا تحققت انقلبوا اعداء ...سوى في الدنيا او الاخرة ..وهذه المصلحة المؤقته تنطبق على العنكبوت وأهله ..
تتجلى صورة الااعجاز عن حياة العنكبوت والتى لم يتم كشفها الا حديثا" بدقة حال تلك الاسرة وانها أوهن البيوت وتمت الاشارة لها اكثر من الف سنة تقريبا" قبل اكتشافها وختم الاية بـ " لو كلنوا يعلمون " انها لم تكن معروفة للبشر قبل نزول القران .=============================================================
وفي الأرض آيات للموقنين ...
[color=blue]الانسان ينبض بالحياة ..والايات تنطق بصمت النتاسق والتكامل بين آيات الله في السموات والارض ..لنقرأ الاية .".قل سيروا في الارض فانظروا كيف الله الخلق "
ومن عندها نسير الى التفكر بقدرة الخالق وانها دلالات لعباده الموقنين ...
الأرض تتكون من صخور نارية ورسوبية وصخور متحولة ..ورد بالأية " ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود " فاطر الأية 27 ففيها لفته جميلة الى ألوان الصخور ..وشبهها بالوان الثمار وتنوعها وتعددها وهي لفته تهز القلوب وتوقظ حاسة الذوق الجمالي العالي بما يستحق النظر .
فمن الجبال جدد أي طرائق مختلفة الالوان ..وبيض مختلفة البياض وحمر مختلفة في حمرتها وغرابيب سود أي شديدة السواد كما يطلق عليها من يعيشوا الىجانبها " الجبال السوداء " أحيانا" نجد الجبل الواحد ذا لون عجيب وفيه عروق كما في منطقة وادي بيتان جنوب الصحراء الشرقية بمصر .وتظهر صخور النيس تراكيب نيسوزية مميزة للصخور المتحولة وفيها العروق البيضاء لمعدن الكوارتز متوافقة مع الجسم الصخري ..ويبدو ايضا" التصدع في الكسور الرأسية ..تماشيا" مع قول الحق " والأرض ذات الصدع " الطارق الآية 12 ..
أما الحمراء فتظهر في صخور الجرانيت الوردي الذي يشكل وحدة مميزة في تكوينات صخور الاساس المصري ,والتي ترجع الى العصر الكامبري وهو انعكاس للتراكيب الكيميائية للمعادن المكونة لهذه الصخور .
عند فحص الصخور البركانية المتحولة لوادي المرين جنوب وادي مبارك ميكروسكبيا" وجد ان بعض تركيب هذه الصخور معدنيا" يحتوي على شرائح معدن الألبيت التي تظهر التوأمية المتعددة على هيئة لفظ الجلالة " الله " تقريبا" دلالة على أن كل شىء بهذا الكون يسبح لله " الم تر أن الله يسبح له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال .." في سورة الحج 18 ..
وكذلك لم يكن صخر الجرايواكي المتحول بعيدا" عنه في الاعجاز ..ففيه تجمع بلوري معدني لجزيئات عديمة اللون وبيضاء ورمادية وسوداء اللون لقطعة الكوارتيزيت ...تتجلى أبداع الترتيب والتكوين .." انا كل شىء خلقناه بقدر "
سورة القمر الاية 49 ..
وفي اتجاه مفضل ومعادن تزخر بألوان التعدد وتجمع رائع للون الابيض والرمادي والاسود ذات تداخل عالي .." الميكا " يبرز السؤال من الذي لونها وجمعها بهذا الشكل المتناسق ...أنها يد القدرة الالهية سبحانه .." هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه ..بل الظالمون في ضلال مبين " سورة لقمان 11 ..
وعن المعادن الاقتصادية المتكونة والباقية لمصلحة الانسان ..نجد خام الحديد المتواجد بشكل طبقات نتيجة التحول الرسوبي القديم كما في جبل أم النار في مصر .
وكذلك الالمنيت على شكل شرائح كبيرة في كتل صخور الجابرو في منطقة حماطة أو غلجة .. أما الكروم فينتشر في مناطق البرامية ووسط وجنوب الصحراء الشرقية
والذهب يتواجد على شكل سدود وعروق حاملة له ..والنحاس والرصاص والزنك في منطقة التكسير جنوب الصحراء الشرقية ...فان كان العلم قد ساعد الانسان على شكف هذه المعادن فقد ذكرها الله في كتابه مذ 14 قرنا" من الزمان ..
في النهاية ..".وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ..وما ربك بغافل عما تعملون "
ونحن نقرأها تفكرا" في سورة النمل 93 ... نزداد أيمان بكل آيات الله سبحانه ..[/color]===========================================================
وأنبتنا عليه شجرة من يقطين
بسم الله الرحمن الرحيم ::::::::::::::::::::
قال تعالى :
( وان يونس لمن المرسلين *اذ أبق الى افلك المشحون *فساهم فكان من المدحضين *فالتقمه الحوت وهو مليم *فلولا أن كان من المسبحين *للبث في بطبه الى يوم يبعثون *فنبذناه بالعراء وهو سقيم *وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * وأرسلنا الى مائة ألف أو يزيدون ) فس سورة الصافات الآية 139 ـــ 147
العبرة من هذه الآية مائلة الى لجوء يونس عليه السلام الى اللله سبحانه ..( فنادى في الظلامات انه لااله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين * فاستجبنا له وأنجيناه من الغم كذلك ننجي المؤمنين ) الانبياء الآية 87 ــ 88
شجرة اليقطين والذي تيبادر الى الأذهان اليوم كما هو معروف لدى علماء النبات والاختصاصيون أنها نبات ذات ساق وتاج متميز وطول معين ل