الحوار واكساب التلاميذ المهارات الحياتيه :
تبرز أهمية الحوار باعتباره إحدى أدوات الاتصال (التفاهم والتعامل مع الآخرين واكتشافهم) الذي يعد من المهارات الأساسية اللازمة في القرن الحادي والعشرين، حيث يتوجب أن يتقن التلاميذ مهارات الحديث والاستماع والكتابة، وكذلك مهارات العلاقات الإنسانية التي تمكنهم من العمل مع الآخرين كأعضاء في فريق، ومن حل الخلافات والنزاعات، التي قد تقع عن طريق الحوار والتفاوض.
وهكذا فإن جملة هذه المهارات ترتبط ارتباطا دقيقا بكيفية التعامل مع الفرد أو الجماعة، واحترام الآخر والتعاون معه والقدرة على الاتصال والتفاوض والحوار والمناقشة بموضوعية. و هي جميعا من المهارات التي تعد الفرد للانتقال من المدرسة إلى دنيا العمل، حيث سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الآخر بداء من الأسرة التي يعيش فيها وانتهاء بالعالم الذي أضحى قرية كونية صغيرة.
وهنا يبرز دور المدرسة في تكوين التلاميذ من تلك المهارات التي أضحت الأدوات الأساسية لاكتشاف الآخرين والتعامل معهم بإقامة علاقات إنسانية، من ضمنها التعاون والتضامن والمساواة والتواصل والمواجهة من خلال الحوار والنقاش وتبادل الحجج.
طريق تشكيله لدى التلاميذ:
... لقد أكدت أبحاث بورين وبياجيه وزابورجيس والكونين و غالبرن وغيرهم أن أول ما ينشأ عند مجموعة الأطفال هو المحادثة ومع المحادثة تظهر الحاجة للبرهنة عن الأفكار، وبعد ذلك ينشأ عند الطفل التفكير كشكل خاص للنشاط الداخلي (بشارة 1983، ص 54). [...] ولإكساب التلاميذ مهارات الحوار لا بد من تدريبهم عليه بصورة جيدة خلال حياتهم المدرسية، وهذا يتطلب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وعيرها في أنشطته التعليمية / التعلمية سواء أكان ذلك داخل الصف أم في خارجه مع الأخذ بالاعتبار أن الشكل الذي يتخذه الحوار يختلف من مرحلة تعليمية إلى أخرى، حيث يمكن المعلم أن يستخدم طريقة الحوار والمناقشة في جميع المراحل وفي معظم المواد الدراسية بدءا من مرحلة التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي، بينما يقتصر استخدام الندوة والمناظرة على المرحلين الثانوية والجامعية.
ففي مرحلة التعليم الأساسي يمكن للمعلم أن يستخدم الحوار والمناقشة في معظم المواد الدراسية، كمواد اللغة العربية والموارد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) وفي مادة التربية الصحية والتربية البيئية وغيرها. أما في المرحلة الثانوية فيمكن استخدام الحوار بأشكاله المختلفة بشكل أوسع وبخاصة بالمواد النظرية، وحيثما توجد قضية تتطلب حلا من خلال تبادل الآراء والأفكار كالقضايا الأدبية والاجتماعية والفلسفية والاقتصادية والعملية والسياسية وغيرها.
ولكي يكون الحوار طريقة تعليمية مجدية. لا بد من العناية بتخطيطه وتنظيمه ويمكن تقسيم خطوات الحوار إلى مرحلتين هما:
أولا – مرحلة الإعداد، وتتم كما يلي :
أ- تكون البداية بوجود قضية جدلية ترتبط بموضوع الدرس، وتشكل موضوعا للحوار .
ب-يقوم المعلم بتهيئة الطلاب نفسيا وذهنيا للحوار من خلال الإصرار على ما يلي :
• السعي من أجل معرفة الحقيقة وتقبلها والذهاب معها حيث قادت إليه.
• احترام الرأي الآخر وضرورة مناقشة بموضوعية منـزّهة عن الهوى .
• التمسك بآداب الحوار من حيث اللغة والصوت والجسم ... الخ.
ج- يقوم المعلم من خلال معرفته لآراء الطلاب الأولية حول القضية (المشكلة موضوع الحوار)
بتقسيمهم إلى فئات حيث يشكل الموافقون فئة أولى والمعارضون فئة ثانية والمترددون فئة ثالثة .
د- يقوم المعلم بالتعاون مع الطلاب بتهيئة الصف وتنظيمه بحيث تجلس كل فئة في مكان خاص بها.
هـ - يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب موعد إجراء الحوار .
و- يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب كيفية بدء الحوار، كأن يبدأ بين المعلم وأحد الطلبة، أو بين طالب وآخر، أو يكون الحوار جماعيا بين مجموع الطلاب .
ز- يقوم المعلم بالإعداد الجيد لموضوع الحوار واضعا نصب عينيه تحقيق الأهداف المرجوة من الحوار مهما اختلفت أشكاله، والتي تنحصر في تنشيط التحليل، وتشجيع التفسيرات والتعديلات، وتكوين المواقف أو تبديلها، وتجميع المعلومات والأدلة عن الجوانب الهامة لموضوع الحوار وتقويمها وتحليلها وإدخال بعض الحلول المفترضة، وصولا إلى استنتاج التعميمات المناسبة .
ثانيا – مرحلة التنفيذ :
بعد الإعداد الجيد لموضوع الحوار تأتي مرحلة التنفيذ وتتم كما يلي:
أ- يقوم المعلم بربط القضية الجدلية (المشكلة موضوع الحوار) بموضوع الدرس.
ب-يكتب المعلم على السبورة عنوان موضوع الحوار ويحدد العناصر الرئيسة التي ستكون محور الجدل والنقاش ومدار الحوار.
ج- يبدأ الحوار كما هو مخطط له، إما بين المعلم وأحد الطلبة، أو طالب وأخر، أو بين مجموعات الطلاب .
د-يبدأ الطلبة يعرض وجهات نظرهم حول القضية (المشكلة) حسب تسلسل مخطط له سابقا، داعمين آراءهم بالأدلة والمعلومات الصحيحة.
هـ- يتم تدوين ما ينتهي إليه الحوار في كل عنصر من عناصر القضية على السبورة.
و-بعد الانتهاء من جميع العناصر، يقود المعلم مناقشة مع الطلاب للتوصل إلى نتيجة مشتركة.
دور المعلم قائدا للحوار
على الرغم من تشابك العوامل التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية التعلمية، فإن المعلم كان ولا يزال حجر الزاوية في هذا النجاح، ويبرز هذا جليا في أساليب الحوار وأشكاله المختلفة، حيث أن الأمر الأساسي بالنسبة لهذه امتلاك المعلم لمجموعة من القدرات، أهمها:
1- قدرة المعلم من خلال أسئلته المصوغة بشكل جيد على قيادة الحوار بما يكفل معه اشتراك جميع التلاميذ في الدرس بفاعلية كبيرة، ليصبح كل تلميذ فاعلا لا منفعلا، وليتعود على الكشف والبحث والتنقيب معتمدا على نفسه بالتحري والتفكير.
2- قدرة المعلم على أن تكون أسئلته وأسئلة تلاميذه مصوغة بشكل جيد، وبلغة واضحة ومستقيمة تصيب الهدف، وتتحلى بالنزاهة وتبتعد عن التحيز والسخرية
3-قدرة المعلم على التعامل مع الأسئلة المتنوعة التي تبرز أثناء الحوار، بحيث يكون مستعدا لاتخاذ القرار المناسب بشأن الأسئلة التي يستحسن الإجابة عنها دون أن يشعر الطلاب بأن المعلم بحجر على إسهاماتهم وإضافاتهم.
4- قدرة المعلم على إبداء رأيه وتقديم حججه، دون أن يفرض ذلك على المجموعة، على أن يتيح بعد ذلك للطلاب الفرصة لمناقشة آرائه وللحجج والحقائق التي قدمها، وله أن يتدخل خاصة عند النقاط الهامة وحيث تكون خبرة التلاميذ محدودة جدا لا تمكنهم من تزويد الحوار للمادة اللازمة.
5- قدرة المعلم على التلخيص أثناء المناقشة وعلى ربط الأجزاء بعضها ببعض بما يضمن له تركيز الطلاب على متابعة تيار الحوار وعدم تشتت انتباههم، ذلك أن الحوار يتطلب قدرا كبيرا من الصبر ومن القدرة العقلية سواء بالنسبة للمعلم الذي ينبغي أن يكون يقضا طوال الوقت لأسئلة الحوار وإجابات الطلاب أو بالنسبة للطلاب الذين هم أمام قضايا تتطلب حلولا.
6- قدرة المعلم على اكتشاف الفروق الفردية بين التلاميذ وخاصة في مجال الذاكرة والتفكير، وما يعتري أذهان بعضهم من الحدة والصفاء أو من فتور أو ركود، ولا بد أن يكون حذرا في حكمة على الطلاب بحيث لا يفترض أن الطالب الصامت الذي يجلس هادئا لا يتصارع مع القضية المطروحة، إذ في كثير من الحالات لا تتساوى السلبية الجسمية والسلبية العقلية. فالمستمع الصامت قد يكون حاضرا بدرجة ملحوظة.
7- قدرة المعلم على تقريب الحقائق من مدارك التلاميذ ومفاهيمهم، لأن الأسئلة التي تلقى عليهم إذا لم تكن في مستواهم العقلي لن يستطيعوا الإجابة عنها مما يصيبه بالإحباط وهذا يؤدي إلى فشل هذه الطريقة.
وفيما يتعلق بمشاركة الطلاب لابد للمعلم من اتخاذ الإجراءات التالية :
• إتاحة الفرصة المناسبة للطلاب لعرض وجهات نظرهم حول الموضوع المطروح للمناقشة وتفسير الأفكار التي يقدمونها وتبريرها، والدفاع عنها في جو من الحرية والديمقراطية، مما يجعل الحوار ذا معنى بالنسبة لهم.
• تهيئة الطلاب وتكوين الاستعداد لديهم لمزيد من التعمق والتوسع في الموضوع المناقش ومتابعته حتى بعد انتهاء المناقشة في الحصة الدراسية، كأن يقترح المعلم على الطلاب قراءات خارجية يستطيعون الحصول منها على حقائق جديدة تساعدهم في بلورة مواقفهم وتحديدها، أو كأن يقترح عليهم الاتصال بمسؤولين رسميين أو خبراء، أو القيام بزيارات ميدانية أو استخدام المصادر الرسمية سواء أكانت مطبوعة أم مرئية أم مسموعة ... الخ .
• الحرس على اشتراك الطلاب في خطوة التخليص التي قد تحدث عقب كل خطوة من خطوات الحوار أو في نهايته لضمان متابعاتهم وشد انتباههم حول مسار القضية المطروحة للنقاش.
• التأكيد للطلاب أن الهدف الأكثر أهمية في حوارهم إنما يمكن في الوعي والفحص الدقيق ووزن الحقائق والشواهد والنتائج المرتبطة به، وذلك لتبني موقف معقول تجاه القضية (موضوع الحوار)، وليس من الضرورة بمكان الاتفاق على رأي موحد بشكل مطلق، إلا إذا جاء هذا الرأي كنتيجة طبيعية للحوار، ذلك أن الطلاب قد يختلف وفي تقديراتهم للأمور وقد يكون لكل واحد منهم موقفه في نهاية الحوار. والأهم في هذا الأمر أن يدرك الطالب أثناء الحوار أن آرائهم وافتراضاتهم تحتاج على الشواهد والحقائق لتريريها.
وأخيرا لا بد من القول إن العامل الأساسي في نجاح دور المعلم كقائد للحوار، إنما يتمثل في تطبيق شروط الحوار على نفسه أولا كتأمين الجو المناسب للتفكير الحر والتعبير عن الرأي بلا قيود والتحلي بالمرونة والموضوعية والقدرة على التكيف، ليكون قدوة لطلابه من جهة ونموذجا جيدا ينسج الطلاب على منواله تمهيدا للاستقلال عنه في مرحلة لاحقة، وتصبح هذه الشروط جزءا أساسيا من طبيعتهم في المستقبل .
تبرز أهمية الحوار باعتباره إحدى أدوات الاتصال (التفاهم والتعامل مع الآخرين واكتشافهم) الذي يعد من المهارات الأساسية اللازمة في القرن الحادي والعشرين، حيث يتوجب أن يتقن التلاميذ مهارات الحديث والاستماع والكتابة، وكذلك مهارات العلاقات الإنسانية التي تمكنهم من العمل مع الآخرين كأعضاء في فريق، ومن حل الخلافات والنزاعات، التي قد تقع عن طريق الحوار والتفاوض.
وهكذا فإن جملة هذه المهارات ترتبط ارتباطا دقيقا بكيفية التعامل مع الفرد أو الجماعة، واحترام الآخر والتعاون معه والقدرة على الاتصال والتفاوض والحوار والمناقشة بموضوعية. و هي جميعا من المهارات التي تعد الفرد للانتقال من المدرسة إلى دنيا العمل، حيث سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الآخر بداء من الأسرة التي يعيش فيها وانتهاء بالعالم الذي أضحى قرية كونية صغيرة.
وهنا يبرز دور المدرسة في تكوين التلاميذ من تلك المهارات التي أضحت الأدوات الأساسية لاكتشاف الآخرين والتعامل معهم بإقامة علاقات إنسانية، من ضمنها التعاون والتضامن والمساواة والتواصل والمواجهة من خلال الحوار والنقاش وتبادل الحجج.
طريق تشكيله لدى التلاميذ:
... لقد أكدت أبحاث بورين وبياجيه وزابورجيس والكونين و غالبرن وغيرهم أن أول ما ينشأ عند مجموعة الأطفال هو المحادثة ومع المحادثة تظهر الحاجة للبرهنة عن الأفكار، وبعد ذلك ينشأ عند الطفل التفكير كشكل خاص للنشاط الداخلي (بشارة 1983، ص 54). [...] ولإكساب التلاميذ مهارات الحوار لا بد من تدريبهم عليه بصورة جيدة خلال حياتهم المدرسية، وهذا يتطلب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وعيرها في أنشطته التعليمية / التعلمية سواء أكان ذلك داخل الصف أم في خارجه مع الأخذ بالاعتبار أن الشكل الذي يتخذه الحوار يختلف من مرحلة تعليمية إلى أخرى، حيث يمكن المعلم أن يستخدم طريقة الحوار والمناقشة في جميع المراحل وفي معظم المواد الدراسية بدءا من مرحلة التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي، بينما يقتصر استخدام الندوة والمناظرة على المرحلين الثانوية والجامعية.
ففي مرحلة التعليم الأساسي يمكن للمعلم أن يستخدم الحوار والمناقشة في معظم المواد الدراسية، كمواد اللغة العربية والموارد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) وفي مادة التربية الصحية والتربية البيئية وغيرها. أما في المرحلة الثانوية فيمكن استخدام الحوار بأشكاله المختلفة بشكل أوسع وبخاصة بالمواد النظرية، وحيثما توجد قضية تتطلب حلا من خلال تبادل الآراء والأفكار كالقضايا الأدبية والاجتماعية والفلسفية والاقتصادية والعملية والسياسية وغيرها.
ولكي يكون الحوار طريقة تعليمية مجدية. لا بد من العناية بتخطيطه وتنظيمه ويمكن تقسيم خطوات الحوار إلى مرحلتين هما:
أولا – مرحلة الإعداد، وتتم كما يلي :
أ- تكون البداية بوجود قضية جدلية ترتبط بموضوع الدرس، وتشكل موضوعا للحوار .
ب-يقوم المعلم بتهيئة الطلاب نفسيا وذهنيا للحوار من خلال الإصرار على ما يلي :
• السعي من أجل معرفة الحقيقة وتقبلها والذهاب معها حيث قادت إليه.
• احترام الرأي الآخر وضرورة مناقشة بموضوعية منـزّهة عن الهوى .
• التمسك بآداب الحوار من حيث اللغة والصوت والجسم ... الخ.
ج- يقوم المعلم من خلال معرفته لآراء الطلاب الأولية حول القضية (المشكلة موضوع الحوار)
بتقسيمهم إلى فئات حيث يشكل الموافقون فئة أولى والمعارضون فئة ثانية والمترددون فئة ثالثة .
د- يقوم المعلم بالتعاون مع الطلاب بتهيئة الصف وتنظيمه بحيث تجلس كل فئة في مكان خاص بها.
هـ - يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب موعد إجراء الحوار .
و- يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب كيفية بدء الحوار، كأن يبدأ بين المعلم وأحد الطلبة، أو بين طالب وآخر، أو يكون الحوار جماعيا بين مجموع الطلاب .
ز- يقوم المعلم بالإعداد الجيد لموضوع الحوار واضعا نصب عينيه تحقيق الأهداف المرجوة من الحوار مهما اختلفت أشكاله، والتي تنحصر في تنشيط التحليل، وتشجيع التفسيرات والتعديلات، وتكوين المواقف أو تبديلها، وتجميع المعلومات والأدلة عن الجوانب الهامة لموضوع الحوار وتقويمها وتحليلها وإدخال بعض الحلول المفترضة، وصولا إلى استنتاج التعميمات المناسبة .
ثانيا – مرحلة التنفيذ :
بعد الإعداد الجيد لموضوع الحوار تأتي مرحلة التنفيذ وتتم كما يلي:
أ- يقوم المعلم بربط القضية الجدلية (المشكلة موضوع الحوار) بموضوع الدرس.
ب-يكتب المعلم على السبورة عنوان موضوع الحوار ويحدد العناصر الرئيسة التي ستكون محور الجدل والنقاش ومدار الحوار.
ج- يبدأ الحوار كما هو مخطط له، إما بين المعلم وأحد الطلبة، أو طالب وأخر، أو بين مجموعات الطلاب .
د-يبدأ الطلبة يعرض وجهات نظرهم حول القضية (المشكلة) حسب تسلسل مخطط له سابقا، داعمين آراءهم بالأدلة والمعلومات الصحيحة.
هـ- يتم تدوين ما ينتهي إليه الحوار في كل عنصر من عناصر القضية على السبورة.
و-بعد الانتهاء من جميع العناصر، يقود المعلم مناقشة مع الطلاب للتوصل إلى نتيجة مشتركة.
دور المعلم قائدا للحوار
على الرغم من تشابك العوامل التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية التعلمية، فإن المعلم كان ولا يزال حجر الزاوية في هذا النجاح، ويبرز هذا جليا في أساليب الحوار وأشكاله المختلفة، حيث أن الأمر الأساسي بالنسبة لهذه امتلاك المعلم لمجموعة من القدرات، أهمها:
1- قدرة المعلم من خلال أسئلته المصوغة بشكل جيد على قيادة الحوار بما يكفل معه اشتراك جميع التلاميذ في الدرس بفاعلية كبيرة، ليصبح كل تلميذ فاعلا لا منفعلا، وليتعود على الكشف والبحث والتنقيب معتمدا على نفسه بالتحري والتفكير.
2- قدرة المعلم على أن تكون أسئلته وأسئلة تلاميذه مصوغة بشكل جيد، وبلغة واضحة ومستقيمة تصيب الهدف، وتتحلى بالنزاهة وتبتعد عن التحيز والسخرية
3-قدرة المعلم على التعامل مع الأسئلة المتنوعة التي تبرز أثناء الحوار، بحيث يكون مستعدا لاتخاذ القرار المناسب بشأن الأسئلة التي يستحسن الإجابة عنها دون أن يشعر الطلاب بأن المعلم بحجر على إسهاماتهم وإضافاتهم.
4- قدرة المعلم على إبداء رأيه وتقديم حججه، دون أن يفرض ذلك على المجموعة، على أن يتيح بعد ذلك للطلاب الفرصة لمناقشة آرائه وللحجج والحقائق التي قدمها، وله أن يتدخل خاصة عند النقاط الهامة وحيث تكون خبرة التلاميذ محدودة جدا لا تمكنهم من تزويد الحوار للمادة اللازمة.
5- قدرة المعلم على التلخيص أثناء المناقشة وعلى ربط الأجزاء بعضها ببعض بما يضمن له تركيز الطلاب على متابعة تيار الحوار وعدم تشتت انتباههم، ذلك أن الحوار يتطلب قدرا كبيرا من الصبر ومن القدرة العقلية سواء بالنسبة للمعلم الذي ينبغي أن يكون يقضا طوال الوقت لأسئلة الحوار وإجابات الطلاب أو بالنسبة للطلاب الذين هم أمام قضايا تتطلب حلولا.
6- قدرة المعلم على اكتشاف الفروق الفردية بين التلاميذ وخاصة في مجال الذاكرة والتفكير، وما يعتري أذهان بعضهم من الحدة والصفاء أو من فتور أو ركود، ولا بد أن يكون حذرا في حكمة على الطلاب بحيث لا يفترض أن الطالب الصامت الذي يجلس هادئا لا يتصارع مع القضية المطروحة، إذ في كثير من الحالات لا تتساوى السلبية الجسمية والسلبية العقلية. فالمستمع الصامت قد يكون حاضرا بدرجة ملحوظة.
7- قدرة المعلم على تقريب الحقائق من مدارك التلاميذ ومفاهيمهم، لأن الأسئلة التي تلقى عليهم إذا لم تكن في مستواهم العقلي لن يستطيعوا الإجابة عنها مما يصيبه بالإحباط وهذا يؤدي إلى فشل هذه الطريقة.
وفيما يتعلق بمشاركة الطلاب لابد للمعلم من اتخاذ الإجراءات التالية :
• إتاحة الفرصة المناسبة للطلاب لعرض وجهات نظرهم حول الموضوع المطروح للمناقشة وتفسير الأفكار التي يقدمونها وتبريرها، والدفاع عنها في جو من الحرية والديمقراطية، مما يجعل الحوار ذا معنى بالنسبة لهم.
• تهيئة الطلاب وتكوين الاستعداد لديهم لمزيد من التعمق والتوسع في الموضوع المناقش ومتابعته حتى بعد انتهاء المناقشة في الحصة الدراسية، كأن يقترح المعلم على الطلاب قراءات خارجية يستطيعون الحصول منها على حقائق جديدة تساعدهم في بلورة مواقفهم وتحديدها، أو كأن يقترح عليهم الاتصال بمسؤولين رسميين أو خبراء، أو القيام بزيارات ميدانية أو استخدام المصادر الرسمية سواء أكانت مطبوعة أم مرئية أم مسموعة ... الخ .
• الحرس على اشتراك الطلاب في خطوة التخليص التي قد تحدث عقب كل خطوة من خطوات الحوار أو في نهايته لضمان متابعاتهم وشد انتباههم حول مسار القضية المطروحة للنقاش.
• التأكيد للطلاب أن الهدف الأكثر أهمية في حوارهم إنما يمكن في الوعي والفحص الدقيق ووزن الحقائق والشواهد والنتائج المرتبطة به، وذلك لتبني موقف معقول تجاه القضية (موضوع الحوار)، وليس من الضرورة بمكان الاتفاق على رأي موحد بشكل مطلق، إلا إذا جاء هذا الرأي كنتيجة طبيعية للحوار، ذلك أن الطلاب قد يختلف وفي تقديراتهم للأمور وقد يكون لكل واحد منهم موقفه في نهاية الحوار. والأهم في هذا الأمر أن يدرك الطالب أثناء الحوار أن آرائهم وافتراضاتهم تحتاج على الشواهد والحقائق لتريريها.
وأخيرا لا بد من القول إن العامل الأساسي في نجاح دور المعلم كقائد للحوار، إنما يتمثل في تطبيق شروط الحوار على نفسه أولا كتأمين الجو المناسب للتفكير الحر والتعبير عن الرأي بلا قيود والتحلي بالمرونة والموضوعية والقدرة على التكيف، ليكون قدوة لطلابه من جهة ونموذجا جيدا ينسج الطلاب على منواله تمهيدا للاستقلال عنه في مرحلة لاحقة، وتصبح هذه الشروط جزءا أساسيا من طبيعتهم في المستقبل .