تنشئة طفل متوازن نفسيا، ومتفاعل اجتماعيا هي مسئولية الأسرة منذ البداية، لأنها المجتمع الأول الذي يحتك به ويتفاعل معه الصغير تمهيدا لاحتكاكه وتفاعله مع المجتمع الكبير بعد ذلك، لذا فإن الوقاية من العزلة الإجتماعية هو ما يجب أن تعمل عليه أي أسرة تهتم بصالح طفلها.
أسباب العزلة الاجتماعية
يلجأ الطفل للعزلة عندما يشعر بعدم قدرته على التعبير عن حاجاته أمام الآخرين بالطريقة التي يراها مناسبة، وعدم استطاعته الانخراط في المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه، مما يؤثر على مفهومه عن ذاته، ويجعله يشعر بالغربة عن هذا الواقع ومن ثم الرغبة في الانعزال عنه هروبا من المواجهة والوقوع في الخطأ أو الحرج.
وتعتبر الأسرة هي المسئول الأول عن عزلة الطفل، لأنها البيئة الإجتماعية الأولى التي يتشرب منها ثقافته، وطرقه في التعبير عن ذاته وتواصله مع الآخرين، حيث تبنى فيها اللبنات اللغوية الأولى والخبرات الإجتماعية التي تمكنه من دخول عالمه، مصقولاً بمجموعة من الآليات التي تعينه في مواجهة المواقف الحياتية القادمة. ووجود أي خلل في ذلك يعني تقصير من جانب الأسرة في أداء دورها.
كيف نساعد الطفل في التغلب على العزلة الاجتماعية:
يقول روحي عبدات الاستشاري النفسي التربوي أن الأسرة إذا لاحظت ميل الطفل للوحدة والعزلة، فعليها مساعدته على التعبير عن ذاته، والاندماج مع الآخرين، حتى لا يكون مصيره الخوف والإنعزال من مواجهة العالم المحيط حوله.
ويمكن تحقيق الاندماج الاجتماعي عن طريق:
- الألعاب الجماعية التي يشترك فيها الطفل مع مجموعة من أقرانه.
الحوار مع الطفل حول الأشياء والسلوكات التي يراها من الآخرين، وتوجيهه أولاً بأول حول ما يمكنه الاقتداء به أو الإبتعاد عنه من سلوكيات.
- الاعتماد على اللعب التعبيري والتمثيلي ومشاركة الطفل في ذلك لمساعدته في التغلب على الخجل.
- اصطحاب الطفل للزيارات الأسرية والرحلات وتعريفه على الآخرين، مع ذكر إيجابياته وقدراته.
- استخدام أسلوب التعزيز عند ظهور سلوكيات جريئة ومبادرة من الطفل.
- زرع روح المبادرة والتعبير عن الرأي عند الطفل، وحرية الاختيار واتخاذ القرار.